الفصل الأول

3.8K 78 3
                                    

فرصه تانيه
الفصل الأول
دخل الي المنزل يشعر بالتعب بعد يوم عمل طويل
لينظر حوله بتأفأف فالمكان غير مرتب وغير نظيف ايضا جلس علي أقرب مقعد واغمض عينيه بأرهاق
خرجت من غرفتها ونظرت له بلامبالاه وقالت : انت جيت
فتح عينيه ونظر اليها لتهتف : احضرلك الاكل
هز رأسه بلا لتمتم بهمس احسن ثم قالت : طب تمام انا داخله انام ...عاوز حاجه
أجاب بهدوء : شكرا ...ياسين نايم
ردت وهي تتجه نحو غرفتها : ايوا من بدري
زفر بحنق وهو يسند رأسه ع يده مر بعض الوقت ليقوم يغتسل ويبدل ملابسه ثم يتجه الي الفراش برفق
رقد علي جانبه من الفراش ونظر لها وهي تعطيه ظهرها وتغط في نوم عميق لما اصبحت حياتهم رتيبه بهذا الشكل ولم أصبحت نسمه لا تهتم بشئ سوی نفسها لما هو لم يعد مرئي بالنسبه لها وفي آخر الاهتمامات هناك الكثير من التساؤلات تدور في رأسه ولا يوجود اجابات تنفس بعمق ثم اغمض عينيه وغط في نوم عميق من كثره الاجهاد
في صباح اليوم التالي
استيقظ من نومه مبكرا كعادته وقام واغتسل وصلی فرضه ثم ذهب الي عمله اما هي فمازالت نائمه لا تشعر بشيئ
قضي يومه في عمله وهو يفكر في حياته ماذا يفعل لتغير هذا الروتين الملل وهذا الحياه البائسه لما لم يعد يشعر بالفرح ولا الرضا بأي شيئ
ذهب الي بيته ودخل والقی السلام ليراها تجلس وتضع علي يدها المانكير وتنفخ فيه لكي يجف
تكلم بهدوء : عاوز اَكل
ردت وهي تنفخ بحنق عندك الاكل جو في المطبخ
انا كنت طلبت بيتزا ليا انا وياسين وجبتلك معانا
رد بتهكم : والله فيكي الخير انك افتكرتيني
لم ترد عليه وكأنه غير موجود
قام بغضب يتجه نحو الغرفه لتناديه : هادي
رد بضيق : نعم
طلبت نسمه : لو سمحت عاوزه فلوس
رد بتساؤل : ليه هي الفلوس اللي معاكي خلصت
نظرت له بغضب : انت هتحاسبني ولا اي
تكلم وهو يحاول كتم غيظه منها : انا مقولتش كدا
انا مستغرب بس انك لسه واخده فلوس من يومين
بس مش مشكله عندك الكريدت كارت خدي منها اللي انتي عاوزاه
ردت ببردو : شكرا
كانت يتجه الي غرفته ولكن غير طريقه ورجع إليها وهو يتكلم بهدوء : نسمه اي رأيك اخد اجازه ونسافر يومين
ردت بملل : مش فاضيه اليومين دول يا هادي
هادي : ليه عندك اي
نسمه ببرود : مفيش بس عندي مواعيد مع صحباتي
هادي : عادي مواعيدك تتأجل فيها اي يعني
نسمه : لا طبعا واصلا انا مليش مزاج للسفر الأيام دي
هادي : وانا تعبت يا نسمه تعبت وزهقت
نسمه : من اي
هادي : من اي انتي مش شايفه ان حياتنا بقت كلها عباره عن ملل وروتين ملوش نهايه انا مكنتش متخيل اننا بعد الجواز هنبقی كدا
ردت نسمه ببرود كعادتها : والله دي مشكلتك مش مشكلتي اعتقد إني مش مقصره معاك في حاجه
ضحك هادي بسخريه مُره : مش مقصره دا بجد
انتي شايفه انك مش مقصره ...انتي بتعمليلي اي اصلا عشان تقولي مش مقصره انا مش بشوفك اصلا غير ع النوم لا بتهتمي بيا ولا بأكلي ولا بلبسي ولا اي حاجه تخصني وكأنك كان عندك مهمه ولما خلصت خلاص هادي معدتش ليه لازمه
نسمه بغضب : انت بتتكلم كدا ليه انا مهتمه جدا ببيتي وبأبني
هادي بتهكم : فين دا بيت اي اللي انتي مهتمه بيه
البيت عباره عن مقلب زباله
نظرت حولها بضيق وردت تحاول ان تحفظ كرامتها : البنت اللي بتنضف مجتش الاسبوع دا
ردت هادي : وانتي ليه متنضفيش طالما هي مجتش
اردفت بضيق : انا لا طبعا انا قولتلك قبل كدا جبلي خدامه تبقی موجوده ع طول بس انت مرضتش
تكلم هادي بغضب : ودا ليه ان شاء الله عاوزه خدامه ليه هو انتي بتتعبي في حاجه دا حتي الاكل بتطلبيه دليفري
لم تحرك ساكنا وهي ترد بلامبالاه : والله انا كدا وانت رضيت بالوضع دا من الأول فمتجيش دلوقتي تعترض تكلم هادي بزهول : مين قال إني رضيت بالوضع دا انا رضيت اول الجواز عشان عارف انك مش بتعرفي تتطبخي بس قولت مع الوقت هتتعلم مع الوقت هتتغير وهتبقی مسؤله وهتهتم ببيتها وحياتها بس العكس اللي حصل
اغتاظت نسمه منه وزفرت بحنق وهي تقول : والله دا اللي عندي اوكي ... وقولي هو الإنسان بيرتقي بحياته ولا بينزل للقاع
رد هادي بتساؤل : يعني اي مش فاهم
نظرت له وردت : يعني انا متجوزتش عشان ابقی خدامه اطبخ وانكس وانضف وحياتي تنحصر في البيت والعيال انا مش هفني حياتي عشان حد
نظر لها بذهول ليهتف : ع كدا كل الستات اللي في الدنيا خدامين
ردت ببرود : انا مليش دعوه بحد
اغمض عينيه بيأس منها ورد : يعني انتي بتقوليلي بوضوح انا كدا ومش هتغير واخبط رأسك في الحيط
ردت نسمه وهي لا تدري انها تزيد الطين بله : مقولتش كدا بس دا السيستم اللي انا مايشه عليه في حياتي
نظر لها هادي بضيق وحزن : طب بعيد عن شغل البيت انا فين من حياتك انا فين حقوقي انا عاوز زوجه بمعني الكلمه و عاوز حبيبه وصديقه
ردت وهي تريد ان تلقي اللوم عليه : لما تقوم بواجباتك ابقی تعالا اتكلم عن الحقوق
نظر لها بذهول وتكلم بغضب : نعم واجبات اي اللي مش بقوم بيها دا انت عايشه احسن عيشه شقه في ارقي الاماكن فلوس ولبس وعربيات عاوزه اي تاني
ارتفع صوتها وهي تصيح بغضب : شقه اي يا ابو شقه
الناس عايشه في فيلل شيري صاحبتي عايشه في فيلا في التجمع وبتغير عربيتها كل شهر شوف انت مغيرتش عربيتك من كم سنه
هتف هادي بغضب مماثل : انت هترضی امتي ع حياتك وهتحمدي ربنا امتي طول ما انتي باصه للناس عمرك ما هتتبسطي بحياتك ثم انتي لما تقارني نفسك بشيري حاولي تبقی زيها ولا نصها شيري بتتمنی لجوزها الرضا يرضی بتحبه وبتهتم بيه وبكل حاجه تخصه حتي الشغل موجوده معاه فيه وقبل كل دا رضيت بكل حاجه معاه مش من يوم وليله بقت ساكنه في فيلا وبتغير كل يوم والتاني عربيه وانتي عارفه كدا كويس ثم انتي ليه بتطلعي من المشكله الاصليه وبتدخلي في حاجات تانيه
ردت تنهی هذا الحوار العقيم من وجه نظرها : قولت كل اللي عندك انا مصدعه وعاوزه انام يلا تصبح ع خير
وتركته وغاردت دون كلمه اخري وكأنه تقول له اخبط رأسك في اقرب حائط
جلس علي احد المقاعد ووضع رأسه بين كفيه يأسا من حياه اصبحت لا تطاق بكل ما فيها
وغرق في النوم دون ان يشعر استيقظ علي يد صغيره ناعمه تربت علي وجنتيه ليبتسم لطفله الصغير ذو الخمس اعوام
ياسين : بابي
هادي : صباح الخير يا قلب بابي
ابتسم ياسين ثم قال بحزن : انا زعلان منك يا بابي
سأل هادي : ليه يا حبيبي
أجاب ياسين بحزن : انت معنتش بتلعب معايا وكمان مش بنروح النادي سوا
ابتسم هادي وقد شعر انه مقصر في حق ابنه الصغير ليردف : خلاص يا حبيبي متزعلش انا هقضي اليوم كله معاك وكمان هنروح النادي ونتغدی هناك
هلل ياسين بفرح وقال : يس انا بحبك أوي يا بابي
ضمه هادي الي صدره بحب : انا كمان بحبك جدا يا قلب بابي
بعد مرور بعض الوقت قضاه هادي في اللعب والمرح مع ياسين ليقول : ياسو روح صحي مامي وشوفها هتيجي معانا النادي ولا لا
نفذ ياسين ما طلبه والده صعد ع الفراش بجوار والداته ليناديها بصوت هامس حتي تستيقظ : مامي اصحي يا مامي
فتحت نسمه عيناها بملل وهي تقول : عاوز اي يا ياسين ع الصبح
رد ياسين : انا وبابي هنروح النادي وعاوزينك تيجي معانا
دعكت نسمه عينيها وهي تقول بنوم : لا روحوا انتو انا عاوزه انام
ألح ياسين في طلبه : عشان خاطري يا مامي تعالي معانا
تأفأفت نسمه بضيق وهي تقول : ماشي يا ياسين
روح يلا جهز نفسك عما اخد شاور وافوق
صفق ياسين بمرح وقام بتقبيل خدها ثم نزل بسرعه من ع الفراش لكي يخبر والده
ارتدوا ملابسهم وذهبوا للنادي في جو يشوبه التوتر من جه هادي ونسمه اما ياسين فقد اضفی ع الجو بعض الشقاوه والمرح الطفولي
قضوا وقت سعيد نوعا ما حتي جاءت مكالمه هامه لهادي فأبتعد عنهم قليلا حتي ينتهي منها
ونسمه قد انشغلت في التصفح ع هاتفها المحمول
رجع هادي بعد انتهاء المكالمه ليوجه حديثه لنسمه المشغوله بهاتفها : هو ياسين فين
تنبهت نسمه وهي تتلفت حولها وهي تقول : كان هنا دلوقتي
صاح هادي بعصبيه : يعني اي كان هنا دلوقتي ...الواد فين يا هانم
#يتبع
#فرصه_تانيه
#امنيه_اشرف

فرصه تانيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن