الفصل الأول:هروب

47 5 26
                                    

||هي مدينة لا يرى أسوارها سوى المظلومون ليأخذوا بثأرهم من المذنبين، الآثمين ،قاتلي الانفس بغير حق
ليدفعوا ثمن خطايهم التي لا تغتفر.||

****

جالس على كرسي جلدي فاخر ، بهدوء يدخن غليونه وبصره مرتكز بالنافذة المطلة على النصف الآخر من المدينة، تلك التي تكتسي زي الليل المزركش بأضواء المباني، ونسيم يعبث بخصلات شعره القاتم السواد ،المنسدلة المختلطة ببعض الشيب؛ينصت..
وهذه احدى الحكايا من بحر الغيب، تلقيها على مسامعه امرأة بمنتصف الستينات تروي بتأن ثم تحتسي كأسا من الشاي الأخضر

ليست حكاية عن الجنيات أو أساطير وخرافات من نسج خيال الأجداد بل قصة من صميم واقعها ، عاشت أحداثها، وشاهدت أهوالها بأم عينيها..
تروي له كي تنسيه هموم النهار ومشقة عمله رغم أنها محتجزة منذ سنوات لكنها اعتادت اذ تدرك أن في ذلك تكمن مصلحتها..

أثناء انصاته فتح الباب فجأة مع صوت ضئيل يكاد يسمع من شدة الفزع قائلا:
س..سيدي...لقد هربت مجددا.

بسرعة لف الكرسي نحو مصدر الصوت مع قبضته المشتدة ثم ضربة قوية على سطح مكتبه
أخبار كهذه لاتبشر بالخير خاصة ان الفارة واحدة من أخطر النزلاء
-اجمع الرجال وابحث عنها أينما كانت لا تعودوا إلا وهي بقبضتكم
قالها تشانيول بصوته العميق الحاد ليكمل مسترسلا:
قبل ذلك جهز لي السيارة ثم قل للوهان ان يتبعني .

يقود بعقل مشتت صورة ذلك الرجل لا تفارق عيناه ولا مخيلته ، يذكر جيدا صراعه معه

ذلك الصراع التاريخي ،كأنهم اسود تتصارع على العرش كل منهما متلهف من سيفوز بسدة الحكم ومن سيغدو خائنا خارج القطيع؟
من الملك؟
لكن للاسف لم يحسم ذلك للآن !

أوقف سيارته على الجهة المطلة على المحيط ونزل ليبصر أضواء سيارة خافتة تزداد تزداد خييطات نورها مع اقترابها

كان هذا لوهان عائدا بملامح خائبة، بالتأكيد لم يجدوها ، هي ليست غبية حتى تترك لهم فرصة إيجادها مرة أخرى لكن ومع تحررها من قبضتهم يتفاقم الخطر !
خطر إيذائها للضعفاء، للاخيار، بل للبشر أجمعين أيا ماكانت سماتهم

اخذ تشانيول يدخن غليونه ثانية ويناظر البحر برهة كأنه يعاتبه وينتظره ان يدله على طريقها ليهمس:

أعلم انه خلف كل ماحصل ليتشمت، بي ماعدت أميز صدق افعاله هه يبدو أن عين الذئاب ستعود من جديد لاخير يرجى منه ذلك الماكر الخداع.
عادوا جميعا لمقرهم واليأس يكتسي محياهم، أما تشانيول فملامحه الباردة لاترسم شيئا على وجهه

- قلت أنك ستكون حريصا عليها يبدو أن الاوضاع انقلبت!
كان هذا بيكهيون بصوته القوي واضعا يديه بجيوب بنطاله

-ما انقلب! ذلك الماكر يستغل كل فجوة رغم ضيقها
قالها تشانيول مشيرا لرجاله بالانصراف.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 09, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مدينة الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن