"لله ما أعطى و لله ما أخذ"
روح: مرحبًا يا ورد.
ورد:مرحبًا يا روح.
روح:أريد أخباركِ بموقفٍ حدث معي أنا و صغيرتي عهد قبل مجيئي إلى هنا و أنا حقًا مذهولة للغاية.
ورد: لعله الخير يا ربيعة قلبي، أخبريني هيا.
روح: ذهبت لأحضر عهد و عز من المدرسة و في طريقنا قابلنا فتاة صغيرة في عمر عهد و كانت فقيرة للغية و تسأل الناس، ثم أعطيت لعهد و عز مالًا و قلت لهم أذهبو و تصدقو و قال عز شكرًا يا أمي و قبل يدي و قال: أتقي النار و لو بشق تمرة، إنما عهد لم أجدها بحثت بجواري لم أراها ووجدتها تحتضن الفتاة و تبكي بحرقة و تقول لها : لا عليكِ يا زهرة مدينتنا سيجبر الله قلبكِ الجميل هذا، من ذهولي من الموقف لم أعرف كيف أحادثها ولا أقول لها لماذا فعلتي هكذا.
ورد:قلب الأطفال جميل جدًا يا روح، سأناديها و نسألها لما فعلت هذا.
روح: حسنًا يا ورد.
ورد: مرحبًا عهد الجميلة كيف أحوال صغيرتي هل هي بخير؟!
عهد:نعم خالتي ورد أنا بخير و الحمد لله.
روح:صغيرتي عهد هل تسمحين بأن أطرح عليكِ بعض الأسئلة.
عهد: بالطبع يا أمي تفضلي.
روح: لماذا عانقتي تلك الطفلة اليوم و كنتِ تبكين بحرقة يا صغيرتي.
ورد:( تهمس في أذن روح)ستبكي يا روح أجعليها تهدأ.
روح : (و هي تضم صغيرتها)ما بالكِ صغيرتي أخبريتي.
عهد:(من بين دموعها) تلك الفتاة يا أمي هي أفنان صديقتي المقربة انتقلت والدتها إلى رحمة الله تزوج والدها من أخرى كي ترعاها و لكن قسم الله لها أن تعيش فقدان الأم و الأب فقد مات أباها بعد زواجه بشهور و كفلتها زوجه أبيها لأنها كانت تحبها كثيرا ولكن يشاء الله و أن تصاب السيدة سارة زوجة أبيها بمرض قضى عليها و ظلت صديقتي بلا أهل يا أمي فقد طردها أعمامها لعدم وجود أخٍ لها يكون ظهرًا و سندًا لها.
روح: (من بين دموعها)هداهم الله يا صغيرتي هداهم الله، لما لا تجعليها تأتي و تعيش في بيتنا صغيرتي.
عهد:( بفرح شديد)حقًا يا أمي حقًا، ثم قبلت أمها و أستأذت و خرجت لتجلب صديقتها، و بعد مرور حوالي ساعتين عادت عهد و اليأس يكسو ملامحها و هي تقول : لم أجدها يا أمي لقد رحلت.
روح: لا يصغيرتي سنبحث عنها سويًا هيا بنا.
و بعد مرور سنوات من البحث عن أفنان و لم يجدوها و أنتقلت روح و أطفالها لمدينة أخرى يمكثو فيها و بعد ما قضوى عام بأكمله في هذه المدينة كانت روح عائدة من السوق و إذا بها ترى مجموعة كبيرة من الناس مجتمعين و يرددون لا حول ولا قوة إلا بالله ماذا حدث و دخلت روح لترى ماذا حدث و إذا بها تقف في صدمة و توقف الدم في عروقها من روئيها تلك الصغيرة التي بحثو عنها لأعوام وجدتها ممدة على الأرض و تسيل الدماء من كل مكان فقد دهسها أحد بالسيارة و فر هاربًا.
عادت روح للمنزل بعدما تم دفن أفنان ثم وجدت صغيرتها عهد تقرأ وردها اليومي من القرآن الكريم همت بمعانقتها و بكت كثيرًا و قالت لها البقاء لله صغيرتي لقد ذهبت أفنان إلى جوار والديها.
عهد: (في صدمة) و هي تكمل بقية الآية التي كانت تقرأها[ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌۭ قَالُوٓا۟ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَٰجِعُونَ] و سقطت مغشيً عليها.
روح: (بعدما أفاقت عهد من الأغماء) أستعيني بالله صغيرتي.
عهد: لله ما أعطى و لله ما أخذ يا أمي صبرنا الله على فراقها، سأذهب لأصلي و أدعو لها هذا ما يمكنني فعله الآن.
بكت عهد بين يدي الله كثيرًا و هي تدعو لصديقتها التي لم تنهي حُلمها و أقسمت على أن تحققهُ لها فكان حُلم أفنان أن تفتح بيت تئوي به كل المساكين.
مرت السنوات و تخرجت عهد من كليه الهندسة المدنية و بدأت في العمل حتى ربحت أموال كثير و بدأت في تصميم بيتً مكون من غرف كثيرة و طوابق كثيرة جدا كلفها ذالك البيت الكثير و الكثير من الأموال و بعدما أنهتُه أسمتُه "أفنانٌ في الحب" و ضمت به كل من يحتاج ل مئوى و أنفقت عليهم و دعت لصديقتها و بكت كثيرة و قالت حُلمُكِ تحقق يا فقيدة قلبي.
ثم قالت في حزن لله ما أعطى و لله ما أخذ.
العبرة: كن صادقًا في حبكَ بالأفعال حتى بعد رحيل من تحب.
