شمسي الساطعة
زوجتي هي شمسي الساطعة من دونها حياتي موحشة
هي دنيتي وأنا لها بالمثل، زوجتي فقدت بصرها إثر
حادث أليم ترك في نفسها آثار كبيرة لم يكن فقد بصرها
الأثر الوحيد فهي قد تغيرت كثيرا وفقدت شغفها وعشقها
للحياة وبالرغم من أنها في عز شبابها إلا أنها أصبحت كهلة بين
ليلة وضحاها وبعد أن كانت هي من تهزأ بي وتطلب مني أن
أعيش الحياة دون أية تعقيدات لأنها قصيرة كفاية ولا يوجد
وقت لتلك التعقيدات فلنعيشها بحلوها ومرها، ذلك كان كلامها
والآن هي قد تغيرت تماما على النقيض، كثيرا ما طلبت منها
أن تعود لموهبتها القديمة الرسم أو الكتابة والتي كانت تحترفهما
فتقول لي بتهكم وكيف بعمياء ترسم أو تكتب، كنت أقول لها
الرسم يبدو بالفعل صعب ولكن ما بالها الكتابة وما يمنعك عنها
فكانت تقول كيف أكتب؟ كنت أقول لها أنا سأساعدك فأنتِ تملي
عليّ وأنا اكتب وقتما تشائين، قالت لي لا أعتقد أن ذلك ممكن فأنا
بيني وبين قلمي علاقة خاصة جدا لم يتدخل بيننا أحد من قبل
قلت لها أنا سأكون قلمك، أنا سأكون نور عينك، سأخط على الورق
مايبوح به قلبك فلا تبخلي عليّ بذلك الدور الصغير لأرد لكِ بعضا
من ديني الذى ادين به لكِ، قالت وبما تدين لي؟
قلت لها ادين لكِ بحياتي التي تنيرنها بوجودك فأنتِ لي الشمس
التي تسطع على حياتي فتجعلها مشرقة، أنتِ لي النور وأنتِ عيني
التي أرى بها الحياة جميلة، أنتِ تعني لي الكثير والكثير فكيف أبخل
عليكي بأن اكون لكِ بالمثل يا عمري.
