هذا الذي يُغريكِ سِحر بيانِهِ
ليكادُ من خجلٍ عليهِ يذوبُ
فَمُهُ يدور على جبينهِ غيمةٌ
تَهمي عليه، ومُقلتيهِ غُروبُ
نَظَراتهُ، بَسْماتهُ، خجلانةٌ
إنَّ الحياءَ على الرجالِ مَهيبُ
مُتَلَبِّكٌ.. فلتعذريه إذا رأى
كلَّ الكلامِ إذا نطقتِ قلوبُ
لم يهوى في دُنياهُ غيرَ جنوبِهِ
ولأنتِ من فوقِ الجنوبِ جَنوبُ
سمراءُ.. يا مرسومةً في مصحفي
مَن عالمي بوجودها مخضوبُ
ما بيننا ليس الزمانُ يُمِيتُهُ
إنَّ الزمانَ لمثلنا موهوبُ
لكننا قدَرٌ، وأجمل ما بنا
قدرٌ جميلٌ.. صِنوُهُ مسلوبُ
سيجيءُ من بعد اللقاءِ تفرقٌ
وأنا عليكِ من الأسى يعقوبُ
لا تحسبي أن الغيابَ بشاعةٌ
فمن الغيابِ لنا اللقاءُ يطيبُ
وغدًا لنا عند الإلهِ تجمعٌ
طابَ التجمعُ (ربُّنا وحبيبُ)
