#إطلاقة_واحدة.

422 55 80
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم.

قراءة ممتعة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

قراءة ممتعة.

--

اللحظة الأثمن في كل عائلة، هي لحظة الولادة، حين يخرج مولودهم الأَول ويُستقبل بالحنان، هكذا ولدت طفلة نقية، يملؤها الجمال، أعطيت اسمًا تقليديًّا كما البقية، فما كانت سوى (صفاء).

تنعم (صفاء) بالحب والكثير من السكاكر، عام تلو عام، تكبرُ (صفاء) وتزداد جمالًا وبهاء، تبدو حياتها وكأنّها مزينة بالأزهار الناعمة وروائحها العبقة.

نشأت (صفاء) في عالم ملون سعيد، إلّا أن لوالدها رأيًا آخر، حيث قرر وضع صبغته الخاصة بوعده الأول المُخلَف، حينئذٍ أصبحت (صفاء ذات النُطفة)، أي بنطفة سوداء داخل عالمها، تحاول فِهم كيف لوالدها أن يخلف وعده، لكنها سرعان ما فهمت أنها عادة بشرية مقيتة، يفعلها الجميع، فتموت (صفاء ذات النطفة) وتخرج لنا (صفاء السوداء).

ما تزال ترى العالم بعينين مشعتين وغرام طفلة، تدخل المدرسة فتجد أن العالم أوسع من حلوى جدتها ووعود أبيها، تستكشف ملمس الكذب أول مرة، كان طريًّا، كالحلوى التي تجلبها عمتها في زياراتها النادرة، وهنا تظنُ أن على الكذب أن يكون نادرًا خفيفًا غير مؤذٍ.

أُزيل شعورها عن الكذب الخيِّر، حين احتمت زميلتها بدرع الكذب وألقت تُهمة لم ترتدها (صفاء السوداء) فعوقِبت على إثرها.
حينئذٍ أصبح اسمها الجديد (براءة) فعالمها أسود مُخدّش بالأكاذيب والوعود منتهية الصلاحية، لكن داخلها ما زال جيدًا، وما زالت تكافح ليتغلب العمق على السطح.

في موقف عائلي سيئ، تُشير أصابع الإتهام إلى (براءة)، أخرجت سلاح الكذب سريعًا، ووجهت الأصابع إلى أخيها، مع حجة قوية مزيفة؛ عوقب بدلًا منها.
وقتئذٍ لم تصبح (براءة ذات النطفة) وإنما أصبحت (سطحية) فهي الآن كباقي البشر، مستعدة للكذب لصالحها، ولفعل ما تشاء دون النظر في المبادئ الأخلاقية.

أدركت (سطحية) أن الكذب أداة متعددة الاستخدامات، يمكنك استعماله كدرع للاحتماء، أو ربما سلاح للمواجهة، لكن المواقف أنارت بصيرتها فعلمت أنه سلاح ذو حدين، ولا يعمل أحدهما دون الآخر، فإن كذبة واحدة تخرج منك تضرُ غيرك، وتحفرُ عميقًا في جوفك، فتصبح فارغًا مُشبعًا بهواء الكذب.

أَنْفَاقُ النِّفَاقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن