حرب بين القلب والعقل

43 8 13
                                    

العقل : ما بك ماذا أصابك؟!
القلب بإحباط : لا شيء..
_ انظر لحالك يا رفيق ، أنت مُحطّم إلي أشلاء ولا تستطيع جمعَ حطامك ! .. ماذا حدث!!
_ جرحت كثيراً وطُعِنت كثيراً وصمدت كثيراً وأظن أنّه قد خارَت قواي.
_ اممم.. إذا أخبرني من الذي جرحَك و طعنَك و صمدت لأجله ؟!
_ هه 😏
جُرحت مِمَّن هو أقربُ إليّ
طُعِنتُ ممن هو سندٌ لي وحماية
صمدت لأجلِ من طعنَنِي برغم إثمه

_ إن  كنت جرحت وطعنت ممن هو أقرب إليك فأتفهم ذلك  ، ولكن تصمد لأجل من أذاك ! لم أفهم لماا ؟!
أردف القلب بحسرة: لأني أحبه!!
تعجب العقل من قوله وصرخ غاضبًا: مجنون يا رجل ؟! أتحبُّ من أذاك وطعنك !
أتثق بمن خانك ! هل جننت أم ماذا ؟!

_ سمعت أن العقل دائماً ما يفهم أعظَم المعضلات
ولكنك لا تفهمني!!
العقل بسخرية: هه اعذرني علي غبائي!
وأردف بغضب :  وما الذي لا أفهمه ! تُسامح من غدر بك وتثق به .. هذه حماقة.
القلب في هدوء: الذكاء والغباء صفات يتصف بها العقل ،
أما القلب فيتصف بالنقاء والفساد.

_ لا تجعلني ارتكب الحماقات يا رجل ، كلامك لا يزِنُه عقل ، وتقول وتهذي بالكلام وتتهمني بالغباء ؟!

_ اسمع يا رفيق أعلم أنك لا تعقل ما أقول ولن تعقله لذا سأساعدك وأخبرك ما أعني..

ثم صمت القلب للحظات وبدأت الدموع تتلألأ في عينيه وتنهد قليلًا وقال: عندما يجرحك من يجب عليه أن يحميك من الجروح ، ويطعنك من يجب عليه أن يفديك بروحه،  عندما تشعر بالخوف والذعر بداخل أحضانه بدلًا من الشعور بالأمان والسكينة ، عندما يفعل ما يؤذيك وهو يعلم أنه يؤذيك..
فتُجرح منه وتبتعد عنه ، ثم تعود وتقول " لعلَّه عاد لصوابه لعلَّه عرف واجباته .. لعلَّه شعر بالذنب.. وتتأمَّل في أنَّ لعلَّه تغيَّر..
وتَنصدِم من جديد أنَّه لم يتغير ، وتظلُّ طَوال حياتك تتأمل تغيُّرَه وأنت تحمل ذلك الأمل في تغيّره يوماً..

ففي ذلك الحين ستصمد لكي يتغير ، لكي تشعر بالأمان الذي حُرمت منه بأحضانه ، لتجعله يُدرك ما يفعله ، ويشعر بالذنب ،  ستفعل كل ذلك وأكثر فقط لأنك تحبه
تساقطت بعض دموعه ثم أكمل :
أتعلم لما أقول لك لن تفهمني؟!
لأنّك أنت العقل ليس عندك تلك المشاعر التي تجبره علي التوقف يوماً  ، كل ما تفعله  مربوط بحسابات و أرقام ومخططات ولا تشعر بمشاعر لذلك لن تفهمني أبداً..

قام القلب وجمع شتاته ورحل
رَحل .. ودموعه تتساقط
رَحل .. وهو يتأمل تغيُّر مَن جرحه
رَحل .. وهو يتألم 
وبقي العقل صامتًا ، علم أنه كما يقول القلب.. بلا مشاعر ،
وأفصح العقل وقال : فزتَ يا رفيق ومعك كل الحق..

وهكذا انتهت تلك الحرب بالكلمات بفوز القلب
وأصبح العقل  - 0
والقلب   - 1
ولم تنتهي تلك الحرب بالكلمات فدائمًا ما تكون في حياتنا معركة بين العقل والقلب و لا أحد يعلم إلي متي ستستمر أو ما عدد تلك الجولات ولكن ما أعلمه جيدًا أنه دائماً ما سيكون هناك ربحٌ وخَسارة سواء للقلب او العقل .

قلب يحكي جروحه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن