*- في صباح يومٍ ممطر استيقظ (ماكس) و قد غلبه البرد القارس و أصابه الخمول والكسل، فنظر من شباك شقته ليستثيره منظر الشتاء ، فقام بإشعال المدفأة و جلس يتأمل أوراقه التي خطت بخربشة من كلام مجنون ، كان متيقناً بأفكاره المجنونة بأن هنالك علوم تسود خلف الستائر بعيداً عن الناس الذين تعلموا العلوم المنسقة ، كان (ماكس) خريج معهد هندسة إلكترونيات و كان ملم بكل شيء غامض و تاريخي و غير مفهوم و مع ذلك كانت علاقاته الإجتماعية سيئة وذلك بسبب انعزاله مع أفكاره المجنونة .
- يطرق باب منزل (ماكس) فينهض ليرى من الثقب من الطارق ، فيفتح لأن صديقه ( بوب ) على الباب و ينظر إليه متنهداً ، فيقتحم (بوب) عنوتاً من باب اعتياده على صديقه ، ف (بوب) إنسان ساذج صاحب نزوات و لكنه يمتاز بقوة بدنية و حظ جيد ينقذه بأحلك الأوقات .
- يقول (بوب) ل (ماكس) : ايها الأحمق ، مازلت جالساً هنا ، دعنا نذهب إلى الحانة .
- يتردد (ماكس) ثم يجره (بوب) إلى خزانة الملابس و يفرض عليه الذهاب .
*- يصل (ماكس) و (بوب) إلى الحانة التي في طرف الشارع مع أن الوقت مازال صباحاً ، يدخلوا فلا يجدا أحد ، فقط ( اسماعيل ) صاحب الحانة يلمع الكؤوس ، يطلبوا اثنين مارتيني و يجلسان ، و يبدأ (بوب) بالتحدث و الثرثرة و (ماكس) لا يسمع شيء كان شارد الذهن و يفكر بمعطيات أوراقه المبعثرة في شقته ، و فجأة تلمع بذهنه فكرة قد خطفت لونه ، فنهض منتفضاً وهو يهم بالرجوع إلى منزله ، يخاطبه (بوب) متعجباً : ماكس ما بك تمهل... تمهل... ماكس..ماكس .
- يخرج ماكس من باب الحانة مسرعاً إلى منزله ، وعند وصوله يتمعن بأوراقه و من ثم يهدأ ، يدخل (بوب) و قد وجد باب شقته مفتوح ليرى (ماكس) يوضب أوراقه بهدوء و حكمة و من ثم يضعهم بداخل المدفأة ليحرقهم ، يستغرب (بوب) من حرقه للأوراق بالرغم من عدم اهتمامه بأي من أموره المجنونة ، فيسأله : ماكس لماذا حرقت أوراقك ؟
- (ماكس) لا يجيب و يبقى على وضعه صامت و بكل هدوء يستلقي على الكنبة و ينظر إلى سقف الغرفة و يبدأ بالشرود ، يتململ (بوب) و من ثم يهم ليذهب ، فيناديه (ماكس) بصوت هادئ : بوب....تعال .
- يقترب منه (بوب) و من ثم يخاطبه (ماكس) وهو مستلقي : هل تعلم يا بوب ، كل هذه الفترة و أنا كنت متيقن بوجود هكذا شيء ، كنت أعلم بأن السفر عبر الزمن ممكن .
- يرد (بوب) مستنكراً بداخله: ماذا تعني ؟
- يرد (ماكس) : نعم يا بوب لا تستغرب أنا أتحدث بجدية ، وهل تعتقد بأني كل هذه الفترة كنت مصاب بالجنون ، أنا أعلم كل شخص بما يفكر من ناحيتي ، إن أي شخص يعتقدك مجنون مازالت تصرفاتك غير مفهومة بالنسبة لهم ، و أيضاً يرى العالم الإنسان الساذج تصرفاته مجنونة مازالت تصرفاته هي نزوات غير مفهومة .
- يتململ (بوب) و يقاطعه : عدني إلى ما كنت تقول هل تقصد بأنك اكتشفت طريقة السفر عبر الزمن .
- (ماكس) : ليس بالظبط يا بوب ، فهناك مفارقة الجد التي تؤكد عدم استطاعتك للسفر عبر الزمن .
- (بوب) : ماذا تقصد بمفارقة الجد .
- (ماكس) : افترض معي يا بوب بأنك قمت بالسفر إلى الماضي مع العلم بأنك لا يمكنك السفر إلى المستقبل لأنه علمياً و منطقياً لم يحدث بعد ، نعم افترض بأنك سافرت إلى الزمن الماضي و التقيت بجدك و قمت بقتله ، فالنتيجة هي عدم ولادة والدك و بالنتيجة عدم ولادتك أنت ، يعني إذا قتلت جدك يستحيل وجودك في الوقت الحاضر و يستحيل وجودك بالماضي و سببية وجودك قد عدمت ، هل فهمت يا بوب .
- (بوب) : فهمت ولكن ماذا تقصد إذا بسفرك عبر الزمن إذا كانت مستحيلة الحدوث .
- (ماكس) : يعني لا يمكنك السفر إلى هناك بالمعنى الحرفي ولكن يمكن النظر إلى الماضي .
- (بوب) : هههه و ما الفائدة من النظر إلى الماضي الذي عف عليه الزمن ؟
- (ماكس) : على العكس يا بوب ، رؤية الماضي علمياً يعني رؤيته على حقيقته دون تحريف أو كذب أو تحيز ... هل فهمت يا بوب .
- يخاطبه (بوب) و قد اعتراه الشك : نعم فهمت أنت محق ، و الآن علي الذهاب ... وداعاً .
- ( ماكس) : وداعاً يا بوب .
أنت تقرأ
النقطة الرمادية ( البدايات )
Science Fictionقصة النقطة الرمادية هي قصة من صنف الخيال العلمي ، تتحدث عن شاب يكتشف تقنيات مخفية عن أعين الناس و التي توصله إلى سلسلة من الحقائق و المطاردات.