ـ يوم الأمنية ـ ارتكنّا إلى حائط، وانضممنا إلى بعضنا، أخرجت (مشيرة) شطيرة وبدأت تلتهمها في تأثر: - أشعر بالذعر لكأني طفلة أضاعت أمها، أخبركما شيئًا، إن التيه لسيء، والرحلات مرعبة. قالت (عصمت): - هو خطئي من البداية أن أطعتكما، إن أطعتكما بعدها فلأُقتل أو أُشنق! قلتُ لهما: - لا تكونا طفلتيْن؛ نحن لسنا في مجاهل أفريقيا، نحن عند الأهرامات، يعني إذا تعذّر علينا الوصول للرفاق يمكننا ببساطة أن نستقل حافلة ونعود. أشارت (مشيرة) إلى تجمّع على مد البصر: - ما هذا!؟ دقّقّتُ النظر: كان تجمعًا للسيّاح حول شيء ما. قمنا ننفض ملابسنا إلى هناك، فإذا به مزارًا للأمنيات: بئر جافّة عميقة محاطة بالأسوار، وعلى الزوّار أن يرموا عملاتهم ويتمنوا، وقد خدعهم أحدهم بأن أمنياتهم مُجابة. صاحت (مشيرة): - وااو! مدّت يدها بسرعة بجيب الجاكيت الذي ترتديه وأخرجَت جنيهًا معدنيًا همّت لترمي به، لكنها توقفت على ضجّة ما. استدرنا فإذا بمجموعة من الفتيات يقبضن على رجل عجوز يوسعنه ضربًا، ويحاول تخليص نفسه فيلوّح بعصاه ولكنه لا ينالهن، فيزيدونه من ضرباتهن والسباب، انفلتت منّا (عصمت) وذهبت إليه تدفعهن عنه في عنف