-1BINION

‏فى حاجات لا راضيه تكمل و لا راضيه تنتهي.

-1BINION

يحدث أن تتصل بصديقك مئات المرَّات في الثالثة فجرًا، ثم تتذكر أنه مات في حادث مُنذ ثلاث سنوات. يحدث أن تعلِّم أخاكَ الأصغر طريقة التحدث، و أن تخبره عن أغنيتك المُفضلة، ثم تتذكر أنه لم يتنفس الحياة قطْ، ولم يخرج من بطن أمك منذ ثماني سنوات. يحدث أن تأخذ طلبًا من مطعمك المُفضل، وأثناء انتظاره تتذكر أنَّكَ نسيت هاتفك في السيارة، تجلبه ثم تعود، ولا تجد مطعمًا في المكان الذي كُنت فيه. يحدث أن تصنع خيرًا، ويُنسى. بحجّة أنك كنت إنسانًا سيئًا في السادسة عشر من عُمرك.
          هذه هي الحياة، أن يحدث و تتذكر، و تُنسى. “تُنسى كأنك لم تكُن“.
          لن يعرف أحدًا مدى المُعاناة التي عُشتها حتى وصلت إلى ما أنت عليّه، لن يعرف أحدًا كم أمضيت ليلتك السابقة تنزع شظايا زُجاج عالقٌ في قدميك بعد أن كسِرتَ مرآة غُرفتك، لأن شبكة هاتفك تأخرت في إرسال رسالة. سيبدو السبب مُضحكًا، ولكن الانفجار على شيءٍ تافه بعد أن نُغرقَ الكثير من الدموع في دواخلنا، هو عادة بشريّة.
          هذه هي الحياة، أن تبكي و تضحك، و تُنسى. “تُنسى كأنك لم تكُن“.
          إنني أتوه في هذه الأحرف، لا أعلم عن ماذا أكتب، أود أن أهرب بين السطور، أن أقرا ما خلف الحروف، أن أسمع يد الكاتب، أن أرى عقل القارئ، لا أعلم عن ماذا أكتب، إنني أتوه وسط هذه الحروف، أنا تائه. وسط كل شيء. لا أعلم لماذا أنا على قيد الحياة، وما فائدة وجودي؟ لا أعلم لماذا نحن نرتكب الأخطاء نفسها في كل يوم، وما الفائدة التي نجنيها منها؟ لا أعلم لماذا تبدو حقيقيًا لدرجة الخيال، لا أعلم.. لا أعلم لماذا أنا أحلم. و أنا هنا، في هذه البقعة، لماذا أحلم؟
          هذه هي الحياة، أن تحلم و تفشل و تنجح، و تُنسى. “تُنسى كأنك لم تكُن“. 

-1BINION

الواحد والعشرون من اغسطس.
Reply

-1BINION

.............
Reply

-1BINION

القمر يبدو كاملًا اليوم، كاملًا لدرجة أن آراهُ في صورة شخص، و أن يبدو القمر خجلًا مثلكِ. هذا منظرٌ مُذهل. لا أرى ترابطُ بين العنوانِ و الصورة و النص، سواكِ. لذا أردت أن يكون كل شيء مرتبطٌ بكِ، فأنتِ الحُلم، و أنتِ السؤال و الإجابة، وأنتِ القمر. استضافةُ وجهكِ في الخيال ولو لبُرهةٍ قصيرة من الزمن، يكون كافيًا لي كي أحلم و أؤمن. استضافةُ القمر.
            كل شيء سيبقى تمامًا، كما هو. أنا كما أنا و أنت كذلك. و تلك الحياة كما هي. فقط كل ما حدث، أنني انزلقت إلى الغرفة المجاورة عن طريق الخطأ، أو .. لم يحدث شيء على الإطلاق، لم أتذكر شيء على الإطلاق، لم أنسى شيء على الإطلاق، ستظلُّ الحياة تعني ما كانت تعنيه قبل أن أُولد، تظلُّ كما كانت في أي وقتٍ مضى، ما ميلادي سوى حادثٍ لا يُذكر.
            لن أُنسَى يا محمود، و لن أُذكَر. لن أُنسى. ولن أُذكَر. أنت الذي لا تُنسى، فقط أنتَ.
Reply

-1BINION

"كل الذين أحبهُم رَحلوا معك؟
          لا والذي خلقَ الجمال وابدعك
          هم ها هُنا باقونَّ بين جوانحي 
          فمددُّ يديك وهاتِها لأودعك
          هدا طريقُ الراحلين فلا تعُد
          وألعن فؤادِّي إن بكاكَ وأرجعك
          تباً لحُبك داخلي متمردُّ
          أتقيسهُ بكرامتي؟ ما اجرأك 
          والله ما اجتمعا بداخل عاشقٍ 
          ذلُّ وحبُّ .. من بذلك أقنعك ! 
          إنًّي الذي جعل المشاعرَ حُلةً 
          والشعرَ تاجاً من جُمانٍ رصعك 
          وبنيتُ برجك من بريءِّ محبتي
          فسفكت من دمِّي الذي قد أشبعك
          وجَحدت ذاك ولم تُراعي مودتِي
          لم يبقى عُذراً بعد ذاك لأسمعك
              كل الذين أحبهم ضّلـوا هُنا 
          فرحل وخذ ما شئت من ذكرَى معك 
          قد قالهـا " الخرازُّ " بُحَّ فؤادهُ
          الذلُّ وكلُّ الذلِّ أن أبقى معك."