- 𝐨𝐥𝐢𝐯𝐞𝐫 .

في غُربةٍ لا يُسمع فيها غير أنين قلبي،
            أحاول أن أنتهي من نفسي، لكني في الوقت ذاته أُصارع للبقاء.
            أمشي مثقلًا بأسئلتي، تتنازعني الرغبات،
            وأظن أني أملك زمام حياتي، بينما أنا غارق في وهم السيطرة. كأن الحزن قد وجد في قلبي موطناً أبدياً، وكأني وُلدت لأحمل ندوباً لا تشفى
            تتشابك أيامي حولي كأوراقٍ ذابلة في تقويم العمر،
            تتهاوى كما يتهاوى قلبي حين يفقد صوته الداخلي.
            أبحث عني في صدى الغياب،
            أنادي باسمي فلا يُجيبني أحد، سوى صدى يتهاوى في الفراغ.
            أُحاول أن أقود مركبة حياتي إلى ما أريد،
            لكن العجلة أفلتت من يدي منذ زمن.
            أختار قراراتٍ تنبع من اضطراب حالتي النفسية،
            ثم أندم عليها مع كل موجةٍ تعصف بفؤادي. لأبقى غريباً حتى عن ذاتي
            وفي غربة الحزن، حيث يتشظى قلبي وتتبعثر روحي،
            أقف بين أطلال ذاتي كمن يبحث عن دفءٍ في رمادٍ بارد.
            أسأل نفسي:
            أيا تُراني ألقى بعد هذه الأيام ما يُعيدني إليّ؟
            أتنمو في تربتي حياةٌ بعدما جفّت رمالها نحيبًا وضياعًا؟
            رحل مني النور، فكيف للعتمة أن تحتضنه دون أن تحترق؟
            كيف لليلي أن ينجو من سواده دون قمره؟
            أظن أني أتحكم بجسدي، لكن كل جزءٍ فيّيعمل بأمرٍ لا أملكه،
            حتى شهِيقي وزفيري يأتمران بأوامر لا أفهمها.
            تتقاذفني الأسئلة كما تتقاذف الرياح ورقةً هزيلةً منسية،
            أأحمل عمري أم يحملني؟ أمضي في الأيام أم تمضي بي؟
            يتراكم داخلي الصراع كما يتراكم الحنين،
            وأستمر في التكيّف، رغم أني لا أستطيع التكيّف،
            كأني أُجبر على البقاء في عالمٍ لم أختره،
            وأعيش في صفحةٍ ممزقةٍ من كتاب الزمان،
            لا تُقرأ إلا بعيون الغائبين.

ربما في بُعدٍ آخر،
            سأجد الطريق الذي ضِعتُعنه
            منذ دهورٍ من الضوء.
            سأخلع عن روحي أثقالها القديمة،
            وأتركها تذوب مع الغبار الذي حملني طويلًا.
            وربما، بين نجمةٍ وذكرى،
            سأتوقف أخيرًا،
            وأشعر بالسلام الذي خبأه الكون لي،
            حين لم أكن جاهزة لاستقباله.

راحَ تواجهَه شخَص ميفكر بس
            بنفسه ، وراح تواجهَه شخَص
             راح يخذلك بنهَاية الطـرَيق وراح 
            تواجهه شخَص ينكر معروَفك
            الحياة راح تعلمَك دروَس هواي 
            فتعلمَ شلون تكوم بنفسِك
            بدون مُساعدَة أحد .