-IVEER
- سُخريةُ الحُلم
أتيتَ... أَخيرًا؟ بعدَ أن نَسيتُكَ الأيامُ،
وضاعَ طَيفُكَ في الزِّحامِ...
أتَيتَ، تُلوِّحُ لي بـ"نَعَمْ"،
كأنَّ "لا" لم تَسقِ قلبي السُّمَّ في الظَّلامِ.
أتَيتَ، وفي يَدِكَ القُبولُ، كأنَّكَ ما كُنتَ رافضًا،
كأنَّ الجُرحَ الذي في داخلي، ما زالَ يَشتاقُ المَلامِ.
وكأنَّني ما خَنتُ نفسي حينَ سلَّمتُكَ الحُلمَ،
وكأنَّني ما كفنتُكَ بصَمتٍ في رُكنِ الأوهامِ.
أتَيتَ... وتَزفُّكَ الأماني الراحلة،
وفي المنامِ تُلبِسني ما لم تَمنحْني في الأيّامِ.
أتَيتَ تَضحك؟ هنيئًا لك،
ضحِكْتُكَ جائِعَةٌ على أطلالي... فلتأكُلْ حُطامي.
أما أنا؟
فقد تَخطّيتُك، لا بالكرهِ، بل باللا-اهتمامِ،
وبِحُبٍّ نَظيفٍ للذّاتِ، لا يَعرِفُ الانقِسامِ.
فاذهبْ،
وقُلْ لِقدَرٍ يسخَرُ منّا:
"حَلمُكَ جاءَ مَتأخِّرًا… فاضحَكْ وحدَكَ في المنامِ."