قبل أن تُربط الأنوثة بالقِصر والرّجولة بالطول رُبطت بمعايير أخلاقية خاطئة أخرى، ولأن البشر يسعون للتغيير بهدف التحرر الصوري وليس التقويم فإنهم يبنون معايير خاطئة فوق معايير أخرى خاطئة إلى أن أصبحت المعايير الشخصية ميوعة وليست ليونة، وقبل أن يُربط الحب بين الجنسين بمعايير "رومانسيّة" معيّنة كان حرّا غير مربوطٍ، كان شعورا لا ضوابط له، وقبل أن تُربط المروءة بأشكال صورية لا أساسات صحيحة صحية لها كانت المروءة تعد فطرة إنسانية بحتة غير قابلة للتقييد تحت معايير حددها بشر لا يملكون من المروءة شيئا،
مشكلة البشر الأولى والأخيرة كانت أنهم يقيّدون أفكارا حرة تحت معايير محددة، وهي مشكلة لأن البشر انقسموا لجزء متقبل وآخر ساخط على هذه المعايير فأصبحت الفرصة أعمق لتُنبذ فئة وتبرز فئة أخرى، رغم أن معاييرهم ظلم بحق الفِكر الإنساني الذي بطبيعته نسبي، فكيف يمكنك أن تضع معيارَ فطنة لابن المدينة وابن البادية وابن الريف على رقعة واحدة؟
الجميع مُدرك أن الاختلاف وُجب وأن كل معيار من المعايير المذكورة نسبي، وأنا لست أطرح فكرة وجوب اختلاف النفس البشرية وحرية فكرها، أنا أطرح حق البشر في أن يعيشوا دون اعتقاد التفكير خروج عن النص، والشعور كسر للحلقة، لأنهما طبيعة بشرية بحتة وكل ما يجول فيهما نسبي، واعتبارهما لا يعني أنه أبدع أو خرق قانونا، الإنسان يجب أن يدرس حقّه في نسبيته ونقد المعايير الباطلة