لِما أحبّكَ؟! لا أدري عن السببِ
سألتُ قلبي مرارًا عنكَ.. لم يُجِبِ
هربتُ منّي إليكَ.. الهاربونَ هوىً
هم وحدَهم من أحسّوا لذةَ الهربِ
لا شكل للظلّ.. إلا حين تتبعُني
لا لون للغُصنِ إلا حين تُمسكُ بي
هديتني للهوىٰ يومًا.. أتذكرُ مُذ
وجهًا لوجهٍ وقفنا.. مُشركًا ونبي!
فكنتَ أول ما في الحُبّ من مطرٍ
وكنتُ من صاغَ يومًا فكرةَ السُحبِ
وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ
كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساء،
دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف
مطر...
تثاءب المساء، والغيومُ ما تزالْ
تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثقالْ.
أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر؟
وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر؟
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع