تبتعد عمّن تُحب
لـ تحقّق ما تُحب
لكن هَل فكرت يومًا
كيفَ لـ قلبٍ مُتعلّقٍ بك
أن يتحمّل هذا البُعد؟
كيف لـ روحي أن تهدأ
وأنت الغائبُ عنها
أُدرِك أنّ أحلامي تستحق
لكنني أنا أيضًا كُنت أحلم بك .
صرخةً تتفجر من قاع الندم ، حين تتجلى الحقيقة بعد فوات الرفقة، وتنكشف الوجوه التي كانت ستارًا للضياع، ليست مجرد تحسّر، بل زلزلةٌ وجدانية تنطق بها الروح حين تكتشف ان الخليل كان بوابةً الى الخذلان، "ليتني" ليست امنية، بل نواحٌ متأخر، تُقال حين يُصبح الرجوع من الماضي مُستحيلًا، ويغدو الامل ضربًا من التيه، والخليل هنا ليس اي صديق، بل من زُرع في القلب كوثن صغير، يُهديك الى المهلكة وانتَ تبتسم له، هي آية تُسَفِّه الارتباط الاعمى، وتُعلن ان الصداقة ميثاق، لا عبورٌ عابر في زمن الوحدة، كم من خليل لا يُرى في حياته خيانة، إلا حين تُنزع الغشاوة في الموقف الاعظم، فتُكشف الخسارات بصوتٍ لا يُطاق، لكنها رغم وقعها، تخبرنا ان حسن الاختيار ليس رفاهية .. بل نجاة، وان القلوب ليست جميعها اوطانًا.
- ليست وعدًا مؤجَّلًا، بل إعلانُ فجرٍ بعد ليلٍ طال، ويقينٌ أن الدعوة إذا سارت بأجنحة الصدق، لا تُرَدّ ولو بعد حين.
- “دَعْوَتُكُمَا” سرٌُّ باهر، أن السماء تسمع الصوتين كأنّهما نغمةٌ واحدة، وأن القلوب إذا اتّحدت في الرجاء، تزلزل الأقدار، هي آيةٌ تُسكِت هواجس الانتظار، وتغسل روحَ الداعي من غبار الشك، وتُعلّمه أن ما بينه وبين الاستجابة ليس أكثر من صبرٍ يُختم بالرضا.