والعصافير طارت إلى زمن لا يعود
وتريدين أن تعرفي وطني؟ 
والذي بيننا؟ 
-وطني لذة في القيود
قُبلتي أرسلت في البريد
وأنا لا أريد
من بلادي التي ذبَحتني
غير منديل أمي
وأسباب موت جديد.. 

-محمود درويش



أَتشتاقُ للوَطنِ وأنتَ فيهِ؟ أهذا شيء مُنتشرٌ يخوضُوه الجميعُ أمْ أعتبرُ أنه شعورٌ إستثنائي يخالجُ روحِي دونَ غيري؟!




منَ المُفترِضِ أنّ الشوقَ يشبِكُ في داخلِي الأمَان والطُمأنينة،ويزرعُ في أحشائي وخَلايا قلبي السلام.. 

لكن هناك أضداد تعني وتصِّرُ على مصادرةِ دونماتِ قلبي،لتقتلعَ زروعي المحبَّة للشمسِ والحريَّة، وتضعُ بذورَها الفاسِدة مكانَها، تغدو شَتلاتي شبهُ ذابِلة متعطشةً لهوائِها الحرّ قبل تدنيسِه من قِبل الغاصبين، تنذرني بأنها بعدَ أكثرِ من ستةٍ وسبعينَ دقيقة لنْ تقدرَ على مواجهةِ العالَمِ وحدها، أشعرُ بها تستغيث علَّ قلبًا يلين لأجلِها... 

هنا أنا أسيرةٌ أنظرُ لها ليس بيدي حيلة لإعانتها.. أريدُ سقيها ببضع قطراتٍ، لكنّهم يمنعوني،أن أخرجها من سجنِها لتتنفس، بالمقابل تصنعُ لي أكسجيني، لكنّهم زادوا من قيدي ليَحولوا دونَ وصولي إليها، إنهم يرمونها أسفل أشعة شمسِ الظهيرة الحارقة، لكنها ظمآنة خائرة والشمس في هذه الحالة سلاحٌ لقتلها وليس إحياءها


كيف أخبرهم أنها لا تبصرُ سوى العتمةِ رغم وهج الأشعة أعلاها..؟ 

هل هذه ضريبةُ الشوقِ للوطن؟ 

إنني عاجزة بشكل يؤلمني... مع ذلك أراهم يُحكمون من قبضهم عليّ مطبقين على فمي... 

كأنَ كلمةً مني ستحدث خللًا لسيطرتهم... 

ماذا لو فكوا وثاقي هل حينَها لن أحدِثَ خللًا...

 بل أُبيدُ سيطرتهم...

إن كانت الكلمة تؤجج الرعبَ في صفوفهم، ماذا عن الفعل؟ 


فقط التفكير بذلك يدفع الانتقام للتوغل في شراييني بشكلٍ هِستيري... 

هل حانَ دوري للأخذ بثأري؟


فالدم يقابله الدم...