123meryam

موت الضمير قبل موت الجسد
          	
          	ليس الموت أن يتوقف قلب الإنسان عن النبض، ولا أن يُوضع جسده في التراب. الموت الحقيقي يبدأ حين يموت الضمير، وحين يتجرد الرجل من إنسانيته، فيتحول إلى جسد غريب بلا روح.
          	
          	أقسى صور هذا الموت أن يبيع الأب أولاده، ويهدم بيته بيديه، من أجل امرأة عابرة أو نزوة عابرة. هنا لا يخسر فقط عائلته، بل يخسر شرفه واسمه وكرامته. فالزوجة قد تغفر، لكنها لن تنسى؛ والأولاد قد يواصلون حياتهم، لكن جرح خيانة الأب يبقى في ذاكرتهم ما عاشوا.
          	
          	من يدهس على قلوب أبنائه بحثًا عن سراب، لا يستحق لقب "أب". لأن الأبوة ليست كلمة، بل مسؤولية ووفاء وتضحية. ومن يتخلى عن أبنائه فقد تخلّى أولًا عن نفسه، وأسقط آخر معاني الرجولة التي كان يمكن أن تحميه من الانكسار.
          	
          	التاريخ لا يذكر الرجال بنجاحاتهم المادية وحدها، بل بما تركوه من أثر في قلوب من حولهم. والذكرى الأجمل لأي رجل ليست في بيتٍ بناه، ولا في مالٍ جمعه، بل في عيون أولاده حين يتحدثون عنه بفخر.
          	
          	أما من يبيع أولاده بثمن امرأة غريبة، فهو لم يبعهم هم فقط، بل باع إنسانيته، وخسر حياته وهو لا يدري. ذلك هو الموت قبل الموت، والغربة وهو بين أهله.
          	
          	
          	لقد نشرت للتو " اقسى انواع الموت " من قصتي " الفساد يبدا بالروح قبل النظام ". https://www.wattpad.com/1572343879?utm_source=android&utm_medium=profile&utm_content=share_published&wp_page=create_on_publish&wp_uname=123meryam

123meryam

موت الضمير قبل موت الجسد
          
          ليس الموت أن يتوقف قلب الإنسان عن النبض، ولا أن يُوضع جسده في التراب. الموت الحقيقي يبدأ حين يموت الضمير، وحين يتجرد الرجل من إنسانيته، فيتحول إلى جسد غريب بلا روح.
          
          أقسى صور هذا الموت أن يبيع الأب أولاده، ويهدم بيته بيديه، من أجل امرأة عابرة أو نزوة عابرة. هنا لا يخسر فقط عائلته، بل يخسر شرفه واسمه وكرامته. فالزوجة قد تغفر، لكنها لن تنسى؛ والأولاد قد يواصلون حياتهم، لكن جرح خيانة الأب يبقى في ذاكرتهم ما عاشوا.
          
          من يدهس على قلوب أبنائه بحثًا عن سراب، لا يستحق لقب "أب". لأن الأبوة ليست كلمة، بل مسؤولية ووفاء وتضحية. ومن يتخلى عن أبنائه فقد تخلّى أولًا عن نفسه، وأسقط آخر معاني الرجولة التي كان يمكن أن تحميه من الانكسار.
          
          التاريخ لا يذكر الرجال بنجاحاتهم المادية وحدها، بل بما تركوه من أثر في قلوب من حولهم. والذكرى الأجمل لأي رجل ليست في بيتٍ بناه، ولا في مالٍ جمعه، بل في عيون أولاده حين يتحدثون عنه بفخر.
          
          أما من يبيع أولاده بثمن امرأة غريبة، فهو لم يبعهم هم فقط، بل باع إنسانيته، وخسر حياته وهو لا يدري. ذلك هو الموت قبل الموت، والغربة وهو بين أهله.
          
          
          لقد نشرت للتو " اقسى انواع الموت " من قصتي " الفساد يبدا بالروح قبل النظام ". https://www.wattpad.com/1572343879?utm_source=android&utm_medium=profile&utm_content=share_published&wp_page=create_on_publish&wp_uname=123meryam