2015aay
القلادة الثانية يا عفيفة: قري بحجابك عينًا، فلك أجر الرضا والتسليم، والامتثال والطاعة لله -عز وجل- فإن ما تقومين به إنما هو طاعة لله -عز وجل- ورسوله، فليهنك القبول والعمل؛ امتثالاً واستجابة لقول الله -عز وجل-: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا [الأحزاب: 36]. وتأملي في حال تلك المرأة العظيمة، عن عطاء: قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ هذه المرأة السوداء، أتت إلى رسول الله ، فقالت: يا رسول الله، إني أصرع فادع الله لي، فقال: «إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك» فقالت: أصبر، ثم قالت: يا رسول الله، إني أتكشف، فادع الله لي أن لا أتكشف، فدعا لها. [رواه البخاري]. رضي الله عنها صبرت على الصرع ونالت الجنة، لكنها لم تصبر على أن يرى الرجال جسدها حتى وهي في حالة الغيبوبة. فكيف بمن هي في حالة الصحة والعافية وتعرض مفاتنها للرجال الأجانب، وقد حرم الله -عز وجل- ذلك عليها؟