أَنا ابنةُ الليلِ وعاشقةُ السوادِ، أجدُ ذاتي حين يهربُ الجميعُ من العتمةِ، وأتنفَّسُ الصمتَ كأنَّهُ أغنيتي الأبديَّةُ.
أعشقُ المطرَ حين يهطلُ بجنونٍ، كأنَّهُ يغسلُ الأرضَ من خطاياها، وأتركهُ يتسلَّلُ إلى روحي كعاشقٍ لا يكترثُ بالفراقِ.
أختارُ الأسودَ ليس لأنه يُخفي، بل لأنه يُعرِّي حقيقتي من زيفِ الألوانِ، ويمنحني القوةَ لأكونَ ما أنا عليه دونَ أقنعةٍ.
أَنا لستُ كالبقيةِ...
أرفضُ الانحناءَ لقوانينِ البشرِ، أكتبُ بفوضى لا يفهمها إلا من تجَّرأَ على لمسِ النارِ بيديهِ.
صمتي ليس استسلامًا بل تمردٌ على ضجيجِ العالمِ، ونظراتي ليست غموضًا بل حقيقةٌ لا تحتملُ الشرحَ.
أقفُ على حافةِ الحياةِ بثباتٍ، أراقبُ السقوطَ والانتصارَ بعينينِ لا ترمشَانِ، وأبتسمُ بسخريةٍ من محاولاتِ الآخرينِ لفهمي.
أَنا لغزٌ يتحدَّى العقولَ، وعاصفةٌ ترفضُ الترويضَ.
أمشي بثقةٍ رغمَ الجراحِ، وأحملُ في داخلي ثورةً لا تهدأُ.
أَنا الفتاةُ التي تعشقُ المجهولَ، وتحترفُ ارتداءَ الغموضِ كأنَّهُ عباءةُ الفارسِ في ساحةِ المعركةِ.
لا أحتاجُ لضوءٍ يقودني، فأنا أرى في العتمةِ ما لا يراهُ النورُ، وأسمعُ في الصمتِ ما لا تنطقهُ الشفاهُ.
أَنا حكايةٌ تُروى على مهلٍ، ونغمةٌ لا تنسجمُ مع ألحانِ الآخرينِ.
أَنا من ترفضُ الانكسارَ مهما اشتدَّتِ العواصفُ، وتنهضُ من بينِ الركامِ كزهرةٍ تنبتُ من رمادِ الحريقِ.
إن كنتَ تظنُّ أنكَ تفهمني من النظرةِ الأولى، فأنتَ واهمٌ...
لأنني كتابٌ تُقلبُ صفحاتهُ بعنايةٍ، وسرٌّ يتحدَّى المفاتيحَ الصدئةَ.
أخفي في صمتي ألفَ حكايةٍ، وفي عينيَّ بحرٌ من الأسرارِ لا يعرفهُ إلا من تجَّرأَ على الغرقِ.
أَنا لستُ كما تظنُّ، ولن أكونَ كما تريدُ...
أَنا ببساطةٍ... أَنا.
- Se ha unidoSeptember 25, 2024
Regístrate para unirte a la comunidad de narradores más grande
o