هُناكَ فَرقٌ كَبيرٌ بينَ الروايةِ و القصةِ و إنما ما نَكتبهُ جَميعًا هو مُجردُ قصصٍ ليست روايات .
إن الفارق البارز بين الرواية الضخمة والقصة القصيرة يتجلى بوضوح في منهجيتيهما وأبعادهما الفنية. فتتشابهان في سمتهما السردية حيث تتخذ كل منهما شكل الحكاية، غير أن الرواية تتجاوز القصة في تعقيد أحداثها وكثرة شخصياتها.
فالرواية عمل أدبي طويل يستلزم من كاتبها الإبداعي - الذي يلقب بالروائي - سنوات من العمل ليسخرها في سبر أغوار عالمه الخيالي وبلورة تفاصيله وفصوله المتداخلة. بينما القصة القصيرة مجرد لمحة موجزة تكفي لسرد حدث واحد.
كما أن الرواية تتسع لاحتواء عدد غير محدود من الشخصيات، الرئيسية والثانوية على السواء، بينما تقتصر القصة عادة على بطل واحد أو مجموعة محدودة من الأشخاص الذين يدورون حول محوره.
ولعل أبرز ما يميز الرواية هي طابعها الملحمي الذي يمنحها هذه الرونق الأدبي الفريد، بخلاف القصة القصيرة التي لا تتيح المجال لاتخاذ هكذا بعد روائي. وبالتالي فإن الروائي مطالب بتقديم رؤية أشمل للحياة من خلال عمله الضخم، بخلاف القاص الذي يكتفي بنقل لحظة من لحظاتها.
هذه بعض الفوارق الجوهرية التي تميز بين هاتين الصيغتين السرديتين القصصيتين اللتين يمكن للمرء أن يتذوق سحر كل منهما على حدة.
أناشدكم بلطفٍ وتفهمٍ أن تضعوا في اعتباركم أنني غارقٌ في جدولِ أعماليَ المزدحم، ولا يمكنني أن أكتبَ الفصولَ بسرعةٍ مذهلةٍ. إنني بحاجةٍ إلى بعضِ الوقتِ للاستراحةِ والاستمتاعِ بلحظاتي الهادئةِ. لذلكَ، أرجوكم أن تفهموا أني لن أتسرع َفي كتابةِ الفصولِ.
ومن جهةٍ أخرى، أعلمُ تمامًا أنهُ إذا كنتُ سأكتبُ الفصولُ بسرعةٍ، فلن أتمكنَ من تقديمِ الفكرةِ بشكلٍ جيدٍ. أنا لا أرغبُ في أن أكتبَ شيئًا ثم أندمَ على نشرهِ لاحقًا، وأعتقدُ أن أي كاتبٍ آخر لن يُحب ذلك أيضًا. إنه أمرٌ مستحيل.
أرجو منكم أن تحترموا ظروفيَ، وفي المقابلِ، أوعدكم بأنني سأقدم لكم أجمل الكلماتِ. أنا بالفعلِ أعملُ على ستِ قصصٍ، وقد أضفت إليها أكثرَ مِن أربعةِ قصصٍ أخرى. سأقوم بنشرها تباعًا، فأنا وعدتكم ولن أخون الوعدَ.