صرحت المفكرة الراحلة نوال السعداوي بعدمية الموت في قول لها "الموت ليس موجودا، درست الطب و رأيت العديد من الوفيات ، الميت لا يشعر لأن الحواس تموت "
أي أن الموت كله مجرد موت بيولوجي محض مرفق بتوقف الوظائف الحيوية الأساسية لإنتاج تفاعل بين الكائن الحي ووسطه الخارجي
بالعودة للأصل فالفكرة تنتمي للفيلسوف اليوناني العظيم أبيقور في أحد أقواله المأثورة
"لماذا أخاف من الموت ؟
فطالما انا موجود , فان الموت لا وجود له
وعندما يكون الموت , فأنى لست موجودا
فلماذا اخاف من ذلك الذى لا وجود له عندما أكون موجودا ؟؟"
الفكرة السابقة لأوانها... تماما
هنا تأتي فكرة توارثها ثلاثة أرباع الكرة الأرضية ... في القول أن الإنسان بعد الموت لن يذكر شيئا من حياته السابقة ...
وإن أخذنا بفكرة -نظرية- فيلسوف المثالية أفلاطون حول كون الحياة الحالية مجرد مرحلة تفكر بحتة يمر بها
الإنسان في عالم المادة فالقول المأثور شديد الصحة في حين صرحنا بصحة طرح أفلاطون
في لقاء لبيس مورغان و ريتشارد دوكنز يقتبس الأخير قولا لمارك توين "اظن أني كنت ميتا قبل مليارات السنين ولم أعاني هذا القدر من الإزعاج" ويستكمل ريتشارد قائلا أن الموت هو نفسه تقريبا ما قبل الولادة أو استحضار اي نوع من الكائنات الحية للوجود
هناك بالمجمل احتمالين
الاولى ، في حالة انعدام وجود اي شيء ميتافيزيقي روحي فنهاية الموت الوحيدة هي العدم.
الثانية في حال وجود روح وعالم ما ورائي حينها تكون نهاية الموت أكثر اثارة للجدل
و الحالة التي لن تعتبر حالة بينهما لأنها طرح سابق لوقته مني عن ماهية الروح عن طريق التأويل أن الروح ذاتها هي "الفطرة"
الجواب وحده يكمن في العثور على الخالق " الرب"
طرح لورانس كراوس فكرة " شيء من لا شيء" حينها تتحرك الفطرة الداخلية لتحفيز الدماغ على منح جواب بسيط يدحض الطرح رغم عدم خلوه من الصحة بنسبة كاملة بالقول
استحضار شيء من لا شيء يتطلب تحفيزا خارجيا كأقل تقدير...
وهناك للرد هل يمكننا عكس المعادلة لإنتاج العدم من شيء مادي؟
أبدا ... حتى لو احلت مادة ما لمجموعة جزيئات صغيرة غير مرئية ثم ظللت تفكك إلى المالانهاية لا شيء سيتغير غير أنك إن لم تجد شيئا بعد آلالاف عمليات التفكيك فذلك لا يعني شيئا غير أنك ازحت البقايا من سطح لآخر ربما أو أنك عجزت عن رؤيتها بوسائلك الحالية
