أثير

نَتَّراقَصُ عَلى ألحانِ أَحزاننا ، والّدُموع تنهمرُ داخِلُنا.

حتى الكتابة صارت شيء متعب ومقرف بعد ما كانت الأمل الوحيد للنجاة

9:45ص
          أراهُ بعيدًا ساكنًا ينظرُ إليَّ بأملٍ وينتظر.
          أمَّا أنا، فقد بدأتُ معاركي وانهياراتي.
          بدأتْ معاناتي وبدأ اشتعالي.
          لكن سيبقى أملُ الانتصارِ داخلي.
          
          

أمَّا أنا فأقولُ:
          أنْزِلْني هُنا
          أنا مثلهم لا شيء يعجبني،
          ولكني تعبتُ من السِّفَرْ.
          
          
          
          محمود درويش.

5:51ص
          قد يكون هناك لقاء آخر وصدفة اخرى تجمعنا 
          لكن ربما يكون هذا وداع
          ربما ستكون النهاية بالنسبة لي.
          
          

كانتْ تَحيَّةً عابِرةً، لكن لم تَكُنْ كذلك لي.
          اضطرابُ عُيوني، وقَلبي، تَراقُصُ أطرافي، انقِطاعُ نَفَسي، كَلِماتي الخَرْساء، أَلَمْ يَكن ذلك واضِحًا؟
          أحرُفٌ بَسيطةٌ جَعَلَتْ مِنِّي آخَر... ماذا عن عَظَمَتِك؟

          
          "مَن شَارَكَنِي وَحْدَتِي، حَزْنِي، خَوْفِي، بُؤْسِي، ظَلامِي، سَهَرِي، لِسُوءِ حَظِّكَ، أَيُّهَا القَلَمُ، دَقَائِقَ وَسَاعَاتٍ اعْتَصَرْتُكَ أَنَامِلِي حَتَّى قَطَرَتْ سَمًّا وَحِقْدًا مَلَأْت بِهِ يَدَيّ.

3:13 ص
          نَدَمٌ ينهشُ، وعَجْزٌ يقتلُ في المكانِ نفسه، لا رجوعَ ولا تقدمْ. لا ماضيَ ولا مستقبلَ، ولا حتى حاضرٌ يُبهجُ جسدًا خاويًا بلا روحٍ وشعورٌ ، يبحثُ عن بصيصٍ من الأملِ في ظلامِ النفقِ، وكلَّ ما يواجهه هو الظلامُ الدامسُ، يتعثرُ في ذكرياته، عالقٌ في دوامةٍ لا تنتهي.

1:58 ص  
          حَزَنٌ يَمْلَأُ صَدْرِي وَحَزَنٌ يَقْطُرُ مِنْ أَنَامِلِي وَآخَرُ يَسِيرُ عَلَى وَجْنَتِي.  
          كُلُّ شَيْءٍ أَصْبَحَ غَرِيبًا، صَوْتِي، كَلِمَاتِي، ابْتِسَامَتِي، وَحَتَّى مَلَامِحِي.  
          أَشْوَاكٌ لَا تَرْحَمُ دَاخِلِي تَخْدَشُنِي وَتَقْطَعُنِي لِتَخْرُجَ كَلِمَاتِي الدَّامِيَةَ بَعْدَ أَلْفِ رَجَاءٍ وَآلَافِ الآلامِ.  
          لَا أَعْرِفُنِي وَلَا أَعْرِفُهُمْ، غَرِيبٌ فِي الْبَيْدَاءِ تَائِهٌ بِانْتِظَارِ ذَرَّةِ أَمَلٍ تَتَسَرَّبُ دَاخِلَهُ.