إن العيش في هذه الدنيا
لا يستدعـي
ربيعًا دائمًا
فالحياة ستأتيك
بكل الـفصول
الأربع
وأنت مُجبر
ستتجمد حياتك
لفترة من الوقت
ثم تذيبها الشمس
ثم ستسقاقط
بعض من أجزائك
وستزهر مرة أخرى .
إن العيش في هذه الدنيا
لا يستدعـي
ربيعًا دائمًا
فالحياة ستأتيك
بكل الـفصول
الأربع
وأنت مُجبر
ستتجمد حياتك
لفترة من الوقت
ثم تذيبها الشمس
ثم ستسقاقط
بعض من أجزائك
وستزهر مرة أخرى .
٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤ .
إلى عزيزتي الغالية جدًا ...
-أنا-
مرحبًا ...
أعلم جيدًا كَم كان هذا العام شاقًا كثيرًا عليكِ، أعلم كَم عانيتِ لِ ليالٍ وحدك، كَم مرةٍ زيفتي ثباتك، و كَم مَرةٍ بكيتي سِرًا،
أعلم جميع القصص التي لَمْ ينجو قلبك مِنها بعد،
عزيزتي
في نهاية كُل عام
أُحبك أكثر
أُحب الطريق الذي خُضتيه، أُحب ما أنتِ عليه، ما كُنتيه، و ما سَتكونينه في الغد، أُحب حماسك، سعيك، خططك، أحلامك، وحتى ضعفك،
عزيزتي
لا تهتمي
لِأي شيئًا مَر، أو لِأي شخصًا لَمْ يَكُن كما ظننا،
فَجميع ما ألمنا هذا العام
كان سببًا
في رِبحي لك
"لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرً"
إنّك لا تعرّف ماذا سيحدث بعد هذا الحزن المتعمق في قلبك، إنّك لا تعرّف ماذا سيكوّن حالك، إنّك لا تعرّف لأنّك لا تعرّف أقدارك المُتغيرة التي لا يعلّمها الإ الرب العظيم.
لا تعرّف فقدّ يتغير حُزّنك المؤلم إلى سعادة تجعلك تضحك وترقص فرحًا، يتغير إلو حال لم يتوقعه ولم يتخيله عقلك المتواضع البسيط، لا تعرّف ماذا سيكوّن قدّرك!
فلعل الله يحدث بعد حزّنك سعادة، وبعد العسر يسرًا، وبعد الضيق فرجًا.
أخبرك الله أنّه سيحدث بعد ذلك الأمر الذّي أحزّنك أمرًا وقدّرًا ينتشلك منّ حزّنك ويجعلك في حال أفضّل، وكأنك لم تكنّ حزيناً قط، لا تكتّم مشاعرك الحزينة بل أعطها حقّها وكُنّ متفائلاً للغد.
اقرأ هذهِ الآية مرارًا وتكرارًا بكُلّ تركيز وإدراك حَتّى يسقي الأمل روحك، ويشجعها حدّ الارتواء باليقين أنّ القادم منّ الله سيكوّن مُختلفًا تمامًا عمّا تعيشه اليوم، سيكوّن مُختلفًا وجميلاً، كُنّ صابرًا علّى ما أصابك.
منتظرًا بكُلّ لهفة الفرج الذّي يتلو المصائب،
فإنك لابد أنّ تعلم يقينًا أنه بعد كُلّ حزنّ أصابك، أمرّ منّ الله يفرّج همّك ويزيل حزّنك.
اللهم أستودعتك نفسي من ذُل الحياة، ومن ضجيج التفكير، عوّضني يا الله عن كُل شيء، أحببته فخسرته، طابت له نفسي فذهب، صدقته فكذب، استأمنته فغدر، اللهم لا تُشغلني ولا تُعلقني بشيء لم تكتبهُ لي، وقدر لي كُل فرح لم أتوقعه، اللهم وأن ظلّت نفسي فأردها إليك، ردًا جميلاً.