المقابر

خليليَّ هُبّا طالما قد رقَدتُّما
          .............أَجِدَّكُما لا تقضيانِ كَراكُما؟
          
          ألم تعلما أنّي بسِمعانَ مُفردٌ
          .........وما ليَ فيها من خليلٍ سِواكُما
          
          أُقومُ على قبريكما لستُ بارحاً
          ......طِوالَ اللَيالي أَو يُجيبَ صداكُما

نقش خاتم أمير المؤمنين:
          "كفى بالموت واعظاً يا عمر"

ضعفت عن التوديع لما رأيته
          ... فصافحته بالقلب والعين تدمع

قد كدت أقضي حسرة لو لم أكن ... متوقعاً لقياك يوم معادي

ماتوا فأحياهم إحياء ليلهم
          ... ومن سواهم أناس بالكرى ماتوا

وَما فَقَدَ الماضونَ مِثلَ مُحَمَّدٍ ... وَلا مِثلُهُ حَتّى القِيامَةِ يُفقَدُ
          
          فبكّي رسول الله يا عين عبرة، ولا أَعرفنك الدهر دمعك يجمد، وما لك لا تبكين ذا النعمة التي على الناس منها سابغ يتغمد ؟!

"مات الشيخ سلامة الهندي، ولم يدر بخلده وهو ينعى نفسه في ذلك الجبل النازح، أن مولاه وولي نعمته السلطان جلال الدين ابن خوارزم شاه سيلقى حتفه في ذلك الجبل، بعد بضعة أيام من وفاته، ويدفن على مرمى حجر من قبره، في تربة كل قاطنيها عنهما غريب، وليس لهما بينهم من صديق أو حبيب"

لم يكن مصيره الخلود، لكنه على الأقل مات كما لو أن نعاس لطيف غلبه ..

هذا أبو القاسم في نعشه .. قوموا انظروا كيف تزول الجبال

يا من له شعر كحظي أسود
          ... جسمي نحيل من فراقك أصفر