" طائر فوق سماء فلسطين "
فوقَ السَماء طائرٌ يطير ،
محطتُه الأولى كانَت عَلى سدحِ نافِذةٍ لِبَيت
في البَيت أمٌ و طِفلان يتحَيَّنون عودة الوالِد لتناوِل العَشاء
ـ صَوتُ إنفِجار.. حَلَّقَ الطائِرُ وَ طار
وقف الطائِر عند المَحطة الثانية بقُربِ نافِذةٍ لِمشفى ، طِفلٌ رضيع كانَ الفرحةَ الأولى لأمّه وَ أبيه
ـ تمَ قصفُ المَشفى.. حَلَّقَ الطائِرُ وَ طار
بَرَكَ الطَيرُ عند المَحَطة الثالِثة فوقَ شِمْراخِ نخلة , صِبيانٌ يلعَبون فِي غُرَّة الزُقاق
ـ اصواتُ قَصفٍ و ظلمٍ ، جَوْرٍ وَ إحتِلال.. حَلَّقَ الطائرُ وَ طار
حَطَ الطائِرُ فوقَ غُصنٍِ لشجرةِ زَهرةِ الياسَمين المَوجودة في جَنةٍ لمَقْطَنٍ صَبيح
ـ اصواتُ بكاءٍ وَ عَويل ، أُخرِجُوا اصحابَ الدارِ مِن ديارِهم.. فحَلَّق الطائِرُ وَ طار
ضَنَكَ الطائِرُ مِما رأى اليَومَ فهَبِطَ وَ نام..
ـ اشرَقتِ الشمسُ.. صَوتُ إنفِجار
لَم يَرجِعُ الأبُ إلى دِيارِهِ وَ لَم يتناوَل أحدٌ طعامَ العَشاء..
امَا الرَضيعُ ففارقَ و والدَتُه الحَياة وَ عزّي الأبُ بفرحَتِه الأولى..
ماتَ جمِيعُ الأطفالِ في الزُقاق إلا أحدَهُم ماتَ قهراً وَ شابَ..
أما شَجرةُ الياسَمين فقَد أصبَحت رماداً وَ المَقْطَنُ الصَبيح فقَد أمسى حُطاماً وَ أهلُ الدار.. أصبَحوا مِن شَعبِ الخِيام..
فلسطين طائِرٌ حُرٌ يَطير حتى وَ إن كانَ ثاكِلاً لِجَناحَيه فسوف يُقاوِمُ .. يُكافِحُ.. يُحاوِلُ وَ يطير
فلسطين بالجَرحِ تقوى وَ للظُلمِ تصُدُ و تأبَى
ـ فلسطين دولةٌ عَربيةٌ حرّة.
- بقلمي ، شَمسْ الطَائِي.