ربما عليك أن تهدأ قليلاً..
يؤسفني أنك تصارع طوال الوقت، تصارع من أجل تحقيق أحلامك التي ورغم بساطتها لا تتحقق إلا بعد معاناة طويلة والكثير منها لم يتحقق، يؤسفني أنك تصارع من أجل تحقيق هدفك العلمي رغم إيمانك أن التعليم في بلدتنا لا يستحق كل هذا الضغط وأنك تسعى للتفوق في منظومة مُتهالكة من الأساس، يؤسفني أنك تطور من ذاتك للفوز بـ وظيفة لن تفي بأهدافك في تحقيق أبسط حقوق في العيش بسلام ورضاء، الصراعات الطويلة نفسها في إثبات ذاتك وكيانك لـ نفسك أولاً ولـ مجتمع أبسط ما عنده أن يتهمك بالفشل والعجز، ووسط كل هذة الصراعات، تستدرجك العلاقات الاجتماعية للشد والجذب، بين القيل والقال، وبين التفكير في شريك حياتك، وتأسيس أسرة تعيش في أجواء يسودها الود والسلام، تخوض صراع أخر مع من حولك، تتحمل أخطائهم ومتطلباتهم، وتعتذر وتواصل وتتجاوز كل الأشياء التي تزعجك، في الوقت نفسه تصارع مع نفسك، تحاول تغيير صفاتك السيئة، تسعى لـ تصبح شخص مناسب مسؤول، سوي نفسيًا وقوي اجتماعيًا، حتى لا تعاني العائلة التي تنوي بنائها، كما عانيت أنت..
ربما عليك أن تهدأ قليلاً..
فـ رغم طفولة قلبك لكن عقلك أصبح عجوز في الستين.
وأكثر ما أخشاه أن تصل لـ مرادك لكن بعدما تسلبك الحياة كل طاقتك..
أن تصل لنهاية الطريق بعد أن تفقد كل طاقتك حتى في الأستمتاع بما حققته .
فاهدأ ياعقلي اهدأ
جميع المشاكل بداخلك سببها هو أنك تظاهرتَ بالغباء عندما فهمت، وابتسمتَ وقت الحزن، والتزمتَ الصمت وقت الكلام.
- أحمد خالد توفيق
________________________________________________