رِسالة من الرقم 1700 إلىٰ أُمّي
*(خطأ في العنوان: 1700 ليس رقمًا).
تعديل: رسالة من 1700 إلىٰ أُمّي
أُم واحِدة، لأكثر من 1700 من الملامح المُختلفة، من الأحلام الّتي لا تتشابه أبدًا، كُلًّا له قصّة، أمّا عن الأُمّهات فهُن كُلَّهن في واحِدة، جميعهُن أُم واحِدة عنوان قصّتها الانتظِار.
أشعُر بكُلِّ شيء، أعرف أنَّك لن تعود، و لكنّني أُم جنوبيّة تكره الفأل المتشائم، و لا تُطيق أن يمسّ أولادها السوء حتّى في الكوابيس، و لكن يا ابني الحبيب الرِصاصات تخترق رأسي أيضًا، استيقظت هذا الصبح و أنا أشدُّ عِصابة الرأس السوداء بقوّة، أعرف أنَّ رأسك تهشّم، و ها هي قدماك تنزلِق بِبُطء، بينما يدفعك الآخر لتطفوا بدجلة سريعًا، ليأتي دور أخاك. ولدت في الأهوار بين الماء و القصب، ثُمّ ها أنت تعود للماء أيضًا، لو أنّني أدري بأنّ الماء سيبتلعك، لهجرت الماء قبل أن أولدك..
أُمي أرخي عصابة رأسك، و كُفّي عن لوم الماء، أنتِ لفرط البُكاء لا تستطيعي أن تنظري للصورة علىٰ حقيقتها. ماء النهر لم يبتلعنا، ماء النهر على جِباهنا، بينما الدماء الّتي في عروقنا هي النهر، المهزوم هو مَن يصوِّب السِلاح نحونا، بينما نحن المنتصِرون، نجحنا في اختبار نداء المرجعيّة و استكملنا المهمّة و لا ننتظر شيء سوى الموت. أنظري جيِّدًا، الصورة مقلوبة بين يديكِ. أُقسم بعليٍّ "عليه السّلام" أنّنا في الصورة الأصليّة غير الّتي يراها الجميع. أُمي لم يكن أحد منّا مُلثَّم، بل لا زالت تسجيلاتنا على مرأى و مسمع العالم، ألم تكرهين طوال حياتكِ الجُبناء، ها أنتِ تتعرّفين على وجوهنا ببساطة. غُدِرَ بنا على خطى رأس عليٍّ، و كَبد الحَسن، و كفيِّ العبّاس، و خِيام زينب. عودي و ارخي عصابة رأسك، عودي و لا تنتظري، بل انتظري صاحب الزمان "عجّل الله فرجه" سيردّ الحقوق لأصحابها. لا تنعي بفَقد، بل اقرأي دُعاء الفرج. كُلّكم انتظروا صاحب الزمان، حين يظهر ستتحرّك رآيته، هذه المرّة دققّي النظر نحن وراءه..
-هالة الجبوري
الذكرى السنوية العاشرة لمجزرة شهداء سبايكر رحمة الله على أرواحهم الطاهرة