سأترك لكم كلماتي، عسى أن تمس قلوبكم كما مست قلبي لحظة كتابتها. كتبت الكثير، وقرأني الآلاف، لكنني اليوم أكتب ما هو أثمن من كل ما مضى. أكتب وأنا أُدرك حجم الذنب الذي حملته بين سطور رواياتي... وأدرك أن بينكم من هم في عمر الورد، أقل من الخامسة عشرة، يحملون براءة لا يجب أن تُلوَّث بكلمة، أو مشهد، أو فكرة منحرفة.

لم أعد قادرة على أن أكون سببًا في انزلاق أحد. لن أسامح نفسي إن ضل بسبب قلمي طفل أو فتاة ما زالت تخطو خطواتها الأولى في الحياة.

لطالما نصحتني صديقتي بأن أتوقف، أن أُراجع نفسي، لكنني كنت أقاوم، وأُغرق نفسي في وهم الإبداع. كنت أظن أن هذا النوع هو موهبتي الوحيدة، وأنني لا أجيد سواه. لكنني الآن أعلم: الكتابة التي تبعدك عن الله ليست موهبة... إنها فتنة متنكرة.

قررت أن أعتزل هذا الطريق، لا عن ضعف، بل عن وعي. قررت أن أختار الله، أن أختار راحة الضمير على تصفيق الجماهير. وأطلب منكم، أنتم من كنتم دائمًا داعمين لي، أن تتوقفوا أيضًا. ليس لأنني قلت، بل لأن الله يرى، والروح تثقل، والنهاية تقترب.

الدنيا لا تستحق أن نبيع آخرتنا من أجلها.

أسأل الله أن يغفر لي، وأن يهديني ويهديكم، وأن يجعل مما بقي من عمري طهارةً لما مضى.
  • JoinedNovember 18, 2023