Beta_Being
لازلتُ أتذكر تلك الليالي التي كنت أقضيها بالسهر على القصص المبتذلة وأنا في قمة السعادة والطمأنينة، لا يمر يومي دون قراءة، بل وأحادث أصدقاء الإنترنت وأقوم بتحديث كتبي باستمرار دون انقطاع. ما الذي حدث؟ لا أعلم... أتذكر أني بدأت أنفر الابتذال وأبتعد قليلًا لمحتوى أفضل وورقي، بل وتعليميًّا! انجرفت خلف الدراسة وتركت القراءة كليًّا، متعذِّرة بأني سأعود لها لاحقًا بعد انتهاء السنة، ولم أفعل منذ ذلك الحين. مرت ثلاث أعوام أو أكثر، لا أدري أين المشكلة، ولا كيف سأتجاوز الأمر، لا أستطيع قراءة صفحتين دون الشعور بالثقل مهما كان الكتاب؛ هل هذا ما يسمى بفقدان الشغف؟ لم يعد مجرد «فقدان شغف» إنه أشبه بالعيش وأنت فارغ الجوف، بالكاد يستثير شيء اهتمامك ويحرك فيك رغبة فعله. وصل الأمر لكل شيء، وليس القراءة فقط... بل الدراسة والكتابة أيضًا، ينتابني شعور مقيت حول تلك السنة، وتمنيت أني لم أعشها يومًا. يتردد في ذهني كمُّ المرات التي حاولت فيها العودة للنشاط، لكنِّي كنت مثقلة كل مرة رغم المحاولات، ما ألمس كتابًا حتى أتركه، أقرأ عدة صفحات كل أسابيع بل وأشهر! هل كرهتُ القراءة؟ أو أني لا أُعَدُّ قارئة من الأساس؟