لطالما عُرف أن الوقوع في الحب غباء
و تنحى ذوي الافكار هذه عنه حمايةً لأرواحهم من جروح قاسية جراء
سقوطهم الحرّ و أذاهم الجسدي والنفسي
و ربما بلوغهم حد لفظ أنفاسهم الاخيرة على أثره
لكن في الحقيقة لا يُعد الحب و أحاسيسه المرهفة غباءً
بل الإشارة له بالـ ' الوقوع ' بحد ذاته
كذلك ..
هي
من يملك قلباً هزيلاً ونفساً مأساوية فيظنّ التعلق بأحدهم قد يضعفه و
يشتت أيامه و يرهق فؤاده المتعطش لتلك المشاعر لا العكس
و في حين قد يراه أحدهم نجاة !
قد يتشبث بهذا الحب لينقذه من حفرته العميقة
قد يتمسك بكل ما يمتلكه من قوة و إرادة كسبيل وحيد لينعشه و يحيا
بسببه
ليُشفى من سواده الحالك وجروحه المريرة
ليتغير و يسمو أفضل مما هو عليه
ليغدو شخصاً مختلفاً عن ماضيه
لتزول غشاوة القسوة و العِداء من دمه ويغدو مشبعاً
بالـ حُبّ
مِن .. سَجين القصر.
و حينَ يُخبروكَ عَن جهادِ النَّفسِ الحَقيقي ، أخبرهُم أنَّ أصدق جهادٍ هو قُدرتكَ على أن تُبقي هَذا القلبَ صالحًا للحياةِ الأدميَّة بعدَ كُلِّ تلكَ المفاجآتِ و الانكساراتِ و الهزائم ، و كأنَّك ما زلتَ في الصَّفحةِ الأولى في السَّطر الأوَّل من مشوار العُمر هو جهادكَ مَع قلبكَ كَي يبقى أبيضًا رغمَ كُلِّ تلك الَمعارك ...