الشتاء الماضي كان أشدّ برودة مِن دونك.
حَين يراودنِي الحنين للشتاء
أتجاهل بكُل قوتِي ذلك الحَنين
هَل تعلم لماذا ؟
لأننا يامحبوبي لانمتلك ذكريات كَثيرة
فقط بضع إيام أستطيع عَدها على أصابعي
وياليتكَ تعلمّ كم يحُزننِي هذا
لا أتذكر أننا قضينا الشتاء معًا
كانت ليالِي ديسمَبر تمضي مِن دونك
وبرودة يناير القاسية كَانت تنافس قَسوتكَ
أما عَن فبراير فَكان الأشد جرحًا على قَلبِي
كانت برودتهُ تعذب روحِي وجسدي معًا
كانتَ أيامه تأبى المضي بعد رحيلكَ
وأذ كُنا سنتحدث عَن الليَالِي المُمطرة
جمَيعهًا كانت مِن دونكَ
إلا ليلة واحدة كانت معكَ
ولازلت أحتفظ بتلك الليلة بفؤادي
أخُبئها جيدًا أخشى عليها مِن هجَير الصيف
أننِي أخاف أن يضمرها قَلبِي بداخله
يا محبوبي لازلت أتذكر كُل ذكريات تلك الليلة جَيدًا
على الرغم مِن قصرها ألا أنها أغلى ما حدث في الشتاء الماضي
حينها ولأول مِرة شعرت بحُبك
شعرت بأننِي بأمان
لا الدنيا ستأذيني ولا العالم سَيبعدك عنِي
كُنت مِن فرط حُبي لك تلك الليلة
لا أرى سواك في الكون
وكأن الزمان توقف عندكَ وعند كلماتكَ العذبة
وددت لو قَبلتُك أكثر حَينها
لو أنِي أخبرتك بأن مهما حَدث أياك أن تختار البعُد عنِي
لم تكُن الروح تعلم بأن هذهِ السعادة قصيرة
وستبقى ذكرى جميلة مؤلمة لهَا
وأنّ مِن بعدها ستخشى الشتاء وبرودتهِ