Babrog

متنَفس 

Babrog

مجددًا 
          ذَات الغرفَة المعتادَة 
          وذَات الواقِع المُرّ  ، 
          كونِي الرَابع حيثُ أنَا و أفكَاري فحسبْ. 
          لم أعد أملكُ شيء غيرَ الظِل فِي زاويَة 
          الغرفَة وذَات السقفِ المُمل  .  
          
          - 
          الظِل  : 
          
          الظلُ ظلُ خيباتِي التِي لم تعدْ لهَا مسَاحة كافيَة فِي داخلِي،  هِو  أكبر مِن أن يتجسدَ هناكَ فحسبْ هو يريدُ أن يكونَ حرّا وأن يقابلنِي ليذكرنِي بمَا أنفقتُ ثقتِي، 
          يقفُ هنَاك ليتأكدَ مِن أننِي لَن أنسَى وأننِي سأسَامرُ المَاضِي طوَال الليَالِي. 
          ذاكرتِي تعاكِس النسْيان و تلاحِق المبالاَة وتنتهجُ التدقيق 
          وأنَا؟ أنَا هوَ الضحِية.  
          
          - 
          
          السقف  : 
          
          السقفُ هوَ الشَاهدُ علَى ضجيجِي وعَلى القَاع الذِي أنَا فِيه، 
          وعَن الآفكَار التِي لَم أبوحْ بهَا، 
          وعَن عَدد إنهياراتِي وبكائِي،  
          وعددُ الآيام الثقيلَة التِي مررتُ بهَا. 
          - 
          أنَا والسقفُ أصدقَاء أنَا أحفظُ تفاصيلهُ أكثرَ مِن تفاصيلِي،  أحدقُ بهِ ولاَ أمُل أمَا أنَا فلاَ أحبِ إنعكاسِي الكَاذبْ أنَا لستُ بذَاك الثبات التِي تعكسهُ ملامحِي المنَافقَة.  
          
          - 
          
          السقفُ هوَ الشَاهدُ و الظّل هوَ السلاَح وأنَا هوَ 
          الضحِية 
          
          

Babrog

[اليَوم الآولْ / السنَة البَائِسة / هزِيمتين أَربعون شتَاء]  
          يولاَند مجددًا لاَ أستطِيع الكتِابة
          ولاَ أَفهم مَابِي.. 
          أنَا 
          مجَرد
          ضَائِع 
          ولا أعلم لمَاذا أنَا هنَا؟  
          لاَ 
          يعجبنِي 
          شيء 
          أَوّد النومَ فحَسب وأَن أشْعرَ بالرَاحة
          فورَ إِستِيقاضِي.  
          [انَا 
          لا
          يمكننِي 
          أَن أقعَ فِي الحِب 
          أرِيد أَن أكونَ فارغْ فَحسب.]  
          -
          أُفضلَ شعورَ الفَراغَ هذَا علىٰ 
          [ لمَاذا؟  
          لمَا؟  
          مَاذاَ؟ ]  
          لمَاذا حدثَ هذَا؟  
          ولمَا فعلتُ هذَا؟  
          مَاذَا سَأفعلْ؟  
          العَام المَاضِي كَان ملِيئًا بالأسئِلة
          كَانت 
          عزلتِي 
          صَاخبَة 
          جدًا 
          وشَعرت بأَنني لَست بخِير 
          كمَا لَو أن هنَاك 
          شجرَة
          لَيمون 
          منتصَف 
          قلبِي  .  
          
          -إِنتهَى الآمر هذَا اليَوم -
          
          

Babrog

أُعِد الشَاي كلُ عشِية علَى أملِ أَن تطرقِ بَابِي 
          ونتسَامر.. 
          أجلِس فِي الشرفَة علَى أملِ رؤيتكِ.. 
          العَصافِير تزقزقُ،  والشمْس علَى مقربَة الغروبِ 
          وأنَا؟  
          أنَا فِي الشُرفَة وحِـيدًا أنتظـركِ.  
          
          

Babrog

   أَسِير وَحيدًا فِي دربٌ إعتدنَا علَى التجوُل فيهِ معًا
          صوتُ ضحكاتنَا السَابقَة تترَدد فِي ذهنِي 
          ذَاكرتِي تعود بِي لآيامٍ كنَا فيهَا معًا حيثُ إعتدنَا 
          التجَول فِي مثلِ هذَا الوقتِ،  كنتِ الشخصُ الفَاقد 
          لشغفِ لكنكِ كنتِ شغفِي ورغبتِي الوَحيدَة.  
            حتَى بعدَ رحيلكِ.. ذكرياتكِ ولمحَاتكِ لم تغَادر حياتِي.. تركتِ أجزَاء كثيرَة منكِ فيِ أنحائهَا.. أجزَاء كنتُ أحبهَا لكنهَا الآن مجَرد ذكرَى.. 
            لم أكنْ أعلمٔ أن الذكريَات مؤلمَة هكذَا.. إلاَ بعدمَا فقدتكِ.. 
          

Babrog

فِي كلُ مَرة أحَاولُ فيهَا نسْيانكِ
          تعْرض لِي الآيَام ذكَراكِ 
          أَمس تمكَن مِني الشوقَ فسَقطَ أغلبُ جنودِي 
          وأْحتلنِي اليَأس، وهَمستُ كَيف لِي بنِسيَانكِ؟ 
          وأنتِ كنتِ أَيامِي وسَاعاتِي ومشَاعرِي.. كنتِ 
          النِصف الِذي أَردتهُ. 
          أَشرَقت الشَمس.. فحَان الوَقتُ مجددًا 
          وَقتُ الحَرب المعتَادة حَيث أدعِي أننِي بخَير بدونكِ 
          أَبتسمُ فِي الوجوهْ المصَوبة نحوِي،  تمَنيتُ لَو كنتِي 
          بينَهم ولَو مَرّة،  وَلكن كَيف أَن تكونِي معِي بعَد كلُ مَاحَدث؟ 
          أُعودُ للغُرفَة وأنَا مهلكٌ مِن الفَراغْ وكلُ التزْيف الذِي عشتهُ 
          أُعود أنَا ويَأسِي وحزنِي،  ويَسقطُ القنَاع الذِي أَرتدِيه 
          وهكَذا تَسِير أيامِي بدونكِ.. 
          فارغَة... 
          وبَاهتَة..