
Bahartladb
مَلحَمة جِلجَامِش. ملحمةُ جلجَامش، أو «أَوديسَةُ العراق الخَالِدة» كمَا أطلقَ عَليها عالمُ الآثارِ العراقيّ طَهَ باقِر في كتَابه، هيَ أقدمُ أدبٍ ملحميٍّ في تاريخِ حضاراتِ العَالم، وهيَ أكملُ وأطولُ ملحمةٍ تعودُ للشرقِ الأدنَى القَديم. تعودُ ملحمةُ جلجَامش إلى الألفِ الثَّانيةِ قبلَ الميلَاد، أي أنَّها كُتبَت قبلَ 4000 سَنة، ورُبَّما تكونُ أحداثُها قد وقعَت في سنواتٍ سبَقت تدوينَها بكثِير. ملحمة جلجامش هي ملحمة سومرية الأصل، ولكن لها نسخ أخرى، وأهمها النسخة البابلية. فكيف لا تكون من روائع الأدب القديم وتأثيرها لا يزال مستمرًا بعد كل هذه المدة! ومما يدل على قِدمها أنها سبقت تدوين التوراة، التي دونت قبل ميلاد المسيح بـ 500 أو 600 سنة. كما لدينا من الأدب الإغريقي الإلياذة والأوديسة، ومن الأدب الهندي ملحمة «الرج فيدا»، وملحمة «الابستاق» من الأدب الفارسي، وكذلك ملحمة «إيزيس وأوزيريس» من الأدب المصري، فجميعها كتبت بعد أو في النصف الأول من الألف الأول قبل الميلاد. أحدث نسخة تم اكتشافها للملحمة هي النسخة الأشورية، التي وجدت في مكتبة الملك آشور بانيبال في نينوى وتعود لحوالي 700 سنة ق.م، وجمعت على يد أحدهم يدعى (سين-ليقي-اونني). ووجد قسم مكمل لها في مكتبة إله الحكمة والمعرفة (الإله نبو) في معبده. اكتشفت ألواح الملحمة في تنقيبات أثرية قام بها علماء الآثار في شمال العراق في نصف القرن التاسع عشر، أي حوالي (1839-1853). ويرجع فضل اكتشافها لهرمز رسام، وجورج سمث، وأوستن هنري لايارد. كما زادت الاكتشافات والتنقيبات الأثرية في نهاية القرن التاسع عشر، وتم العثور على النسخة البابلية للملحمة وهي أقدم من النسخة الأشورية حيث تعود إلى 2000 سنة قبل الميلاد. ملحمة جلجامش المكتوبة باللغة البابلية تعود إلى أصول سومرية، وهي تتكون من 12 لوحًا ينقسم إلى ستة فصول، ويحتوي كل لوح على 300 سطر تقريبًا عدا اللوح الأخير الذي يحتوي على أقل من ذلك. اللوح الأخير يتحدث عن العالم السفلي ومواصفاته، ومعظم مترجمي الملحمة لا يحتسبونه من ضمن الملحمة؛ لأنه بعيد عن أحداثها، لذلك نجد اختلافًا في عدد ألواح الملحمة في المصادر لهذا السبب. بقية ألواح الملحمة تتحدث بشكل عام عن مغامرات الملك جلجامش، ويتناول اللوح الحادي عشر قصة الطوفان، وهو أطول ألواح الملحمة. - خيال.