ضحكت بسخرية... :
- هل هي صغيرة كما تزوجتني.. جميلة كما كنت قبل إهمالك.. ندية مثلي قبل ذبولي...؟!!
- هل ستقضي معظم وقتك معها , تدللها وأنت الذي لم تكن تطأ قدمك البيت إلا للطعام والمبيت..؟!
- هل ستنفق عليها مدخرات بُخلك علي.. أم ستغدق عليها مشاعر سألتك إياها فمنعتها..؟!
- هل ستجوب بها بقاع الأرض , لتسترد شبابًا دفنته في قبر العمل والانشغال , و دف*نتني معك لأتحجر كما تدعي..؟!
- هل ستتذكر تاريخ مولدها , وزواجكما , ولقاءكما الأول , وتفاجأها بالهدايا والحُلل والمصاغ , أم ستنسى كما كنت معي..؟!
ارتبك وعصرت أصابعه بعضها :
- لن أنكر , سأتغير , سأتعلم معها ما جهلت...
أمالت رأسها وهي تطيل النظر إليه :
- الصحراء إن جادت بالشجر فلن تجود بالثمر , ولن يصبر على الارتحال فيها إلا الجِمال...!
فهل حبيبتك صابرة , أم طامعة , أم شابة هوجاء , سرعان ما ستتمنى من في مثل شبابها..؟!
تركها وانصرف على قدمي التمني والعمى.. لكنه عاد على جناحي البصيرة والرجاء...!
- سامحيني .. ما كانت إلا ...
رفعت كفها لتقطع كلامه وتقول :
- هل سمعت يومًا عن ناجٍ من هلاك الصحراء .. عاد إليها!!!!
منقول من
...عفاف سعيد...