
Bluesoulche
لا أعلم تمامًا إن كان يسعُني أن أكتب كيفَ للعالم أن يمرّغني من رأسي إلى أخمَصي بالتراب، ثم يجعلني أتنعم بالفضل وينقيني من الأوضار كلها، ماسحًا كُل غثاء. وكلّ ذلك مرهون بمفهوم التغير الذي تقوم عليه الحياة بمكوناتها أجمع. التغير.. التغير.. قالها أحد الفلاسفة الغابرين، أن الثابت الوحيد في الحياة هو التغير. إن تقلّب الطقس، حدودية الأشياء، مجاري الأنهار وضفافها، انحسار البحار، ذوبانُ الجليد، صراعاتُ العائلة، والطعام في الثلاجة... كله يقع في دوائر من متغيرات لا ثبات قبلها ولا بعدها..تدور حتى تتبيّن أطلالَ الوجود وحطام الموتِ الأخير. ومتغيري الأَجلّ هو النّفسُ البشرية.. أواه من النفس البشرية.. كلها تقبعُ بمتغيرات لا تحصى، بموقفٍ رأيته مرة وصرخت حتمًا بكونه لا يشبهك.. واثقًا بحتمية عدم وقوعك به.! نعم، ستدرك بأنه كان يشبهك تماما بعد ثلاث ساعات أو بضع أيام أو عقد ونيف من وقعتك به. كل ما أقوله الآن، يجعلني أجهل ما أنا بعد أن أنهيه، ربَّ موقف لا تكاد تعي نوائبه، يحطُ عليك بتأثير الفراشة، ويجعلك ساخطًا إلى أن تقوم بمتغيرٍ يشابهه في الشدّة، يعكسه في التأثير.. وما أقوله بيقينية تامة الآن: أنا الآن أكثر حرية من أي وقت مضى، لا يحدني مفهوم معيّن لوصف أيٍّ من تصرفاتي... لكني أعي تماما أن تأثير الفراشة التي حطت علي، كان كفيلاً بجعل حياتي بهذا الشكل من الاستقامة المعوجّة، والاعوجاج المستقيم..