عزيزي....
يؤلمني ابتعادك ، لم أعد أفتَقِدك وَلكن عليّ القولُ بأنه كاذبٌ
من قال بأن الزَّمانَ يُصلِحُ حالَ الذّاكرة.
إنني حريصةٌ على ملئ كل ثانيةٍ من يومي بنشاطاتٍ مختلفة ، حتى لا أسمح لطيفكَ بالعبور ، لكن ها أنا أكتبُ رسالةً لك ، بعد محاولاتٍ كثيرةٍ فاشلة بتجنبِ ذلك. صديقي العزيز ، طالبت بردم تلك الحفرة الزمنية تلك الهوة العميقة، حتى لا يقع أحدنا بها مجددا ، لقد ملأت جانبي وعادتْ أرضي منبسطةً ، لكني كُلَما مَررتُ بجانبكِ أتعثر ، الطريق في أرضك مُتصدعٌ جداً ، يبدو أنك لم تردمْ جانِبك، أو رُبَما أهمَلته عن غَيرِ قصد بعدما أدركتَ عَدم أهميته. رُغمَ ذلك سأطالبُكَ مجدداً بملئ ما تبقى من ثَغراتٍ ، فذلك يحفظنا آمنين أكثر .
صديقي ، قلتُ أني لا أفتقِدُكَ وذلكَ لا يمنع بعضَ الحنينِ بين فينةٍ وأخرى ، سأكذبُ إن قلتُ بأنني أمقتُ هذا الحَنينَ ، الوقوع فيكَ لَطيف حينَ تصرعني الحياة ، كلُ تلكَ الأيامِ كلُ تلك الذكريات ، تُبحر بالقلب نَحو أملٍ جديد فلم أرَ مِنكَ إلا خيراً و لم أسمع منك إلا كلاماً طيباً، كل ما عشناه كان صافياً ... هل يجديرُ بنا مَحوه حقاً ؟
نهايةً.... أيها العزيز أدعو الله بأن تَبقى بخيرٍ فأنتَ تستحقه... تستحقه