Instagram: xi_c.z

كائنٌ أنا، أُمعن الخُطى في خطأٍ فلسفيٍّ لا يُغتَفَر، ألوذُ به كمن ارتضاه مأوى، وأُعرض عن النجاة كأنها رجسٌ لا يُبتغى، أُبحرُ في بحارِ اللاعودة، وقد انطفأت من حولي المنارات، فلا فجرَ يُناديني، ولا ليلَ يُؤنس وحدتي، 
أتشبّثُ بسفينةٍ تفتقر إلى شراع، أختنقُ بهواء العدمِ ببطءٍ لذيذ، كما لو أنني أرتشفُ نسمةَ موتٍ تُشبة الحياة. 
أسيرُ في متاهة الوجود بلا خارطة، أرتدي رداءَ الوحدة كأنه تاجُ المجد، وأسمعُ في صدى الصمت أصواتَ تسألني عن معنى الوجود، فأجيبُهم بصمتٍ دامٍ، لا يسمعه سوى ذئاب الألم التي ترعى قلبي الجريح. 
 اغوص في اعماق كينونتي، حيث تتناثرُ الرمادُ من براءة ذهبت دون عودة، وأحتضنُ شظايا الفوضى التي تُشعل لي لهيب الحقيقة،وأمضي عاريًا في  هاويةٍ مفروشةٍ بجثثِ المعنى، احمل جثتي كرايةٍ سوداء، آخر ما تبقى من انسانيتي. 
  فليكن الألم ملهمي، والعبث ديني، والدمار طريقًا نحو خلقٍ جديد، حيث لا مكان للرحمة، ولا لغير من يجرؤ أن يكون فوق الخير والشر، فوق كل ما يسميه البشر قيمًا، ليكتب اسمه بدمائه على صفحة الكون الفارغة،
 فلتحترق أعماقي في مجزرة العدم، ولينكسر كل قيدٍ في جسدي، فلتحترق شراييني بلهيب العدم، لتنهار جدران روحي، ولتنتفض أشلائي في ثورةٍ من قتَامة العبث، لينسلخ جسدي عن أغلال الخوف، ولتتفتت قيود الروح في نار الانتفاض، فليكن موتي ميلادًا، ولتولد في داخلي شمسٌ لا تغيب، تضيء  دروب الذين يخافون النور،فأنا، كيانّ فوق الإنسان. 
أحتقر كُل حياةٍ لا تُنتَزع من فم الموت اقتلاعاً، أحرقُ ذاتي طوعاً،اشعلني شظيةً في قلبِ هذا الخراب، فما لا نُنتزعه من احشاءِ العدمِ نزفًا، ما لا نلتحف فيه بألمِ الولادةِ من الجحيم،لا يستحق ان يُدنّس بثقلِ جبروتي،ولا ان يحمل لعنة طغياني المتسلّط، أمضي في ثورةٍ دمويّةٍ ضد كل ما يحاول أن يُطوّعني أو يُقتل روحي.
فلا أبتغي الخلاص، بل أتوق لأن أبقى أسير ذلك الخطأ الذي لا يُغتفر، فهو الموطن الوحيد لجوهر وحشي المتصدع،فيه يُولد عبدي وهلاكي، حيث يسكن العدم بملئ جبروت كياني.