ClosedTheater
الرسالة تدلّ على مكان المكان ماكثٌ تحت أطلال حلم الحلم كأنّه ورقة من لحاء فضاء الفضاء يتسع في استطرادٍ، لا يَزيد ولا يُنقص في المسافات، إلّا جسماً دخيلاً كأنّما خرّ من السماء إلى عمقٍ سحيق. غاص في النّسيج حتّى استقرّت قدماه على الفراغ ... حدّث نفسه، حلمٌ لا يعرف مخرجاً منه إلّا أن يسير، ففعل. لم يكُ وقتاً طويلاً قبل أن يلتقي بأميرة - كأول لفظ انبثق من صورتها - منحنية بملامح قلقة إلى خادمٍ من الأقزام، بيده نمطان من الفناجين المزخرفة. سمع كلمات مثل " أمير، شاي، لون... " جعل له خطوات نحو هذه القصة المصورة الشاذة فإذ بالأميرة تتحرك مبتعدة. ظلّت المسافة ثابتة بينهما، ظهر الأمير، ملتزماً بواجبه المقدس في إلقاء قصائده عنها مقترنةً بكل جميل، تمايلت هي في حياء ثمّ سرعان ما اقنعته أن يمضي معها ... المنعطف الأول ... الأمير غادر المنعطف الثاني ... الخادم غادر المنعطف الثالث ... الثوب الفاخر صار أبسط المنعطف الرابع ... اختفت الابتسامة المنعطفات الثلاث التالية ... التعب، الصدمة والإرهاق ... آخر منعطف ... لا أميرات في الأرجاء خيوط حمراء لامعة تنساب من حول موضع قدميه، نحو اتجاهٍ غير معلوم. لعلّه المخرج، تتبعهم، كلما تكاثفوا كلما تبدلت أشكالهم... لقد كانوا يزهرون بالمعنى الفعلي، وصوت ضحاتٍ ناعمة تتراقص في الأرجاء وإن قاطعها خللٌ مجهول. تتحرك الأزهار بصورةٍ متسارعة، تصير بُرعماً الذي ينمو بهيئة ثمرة بخمس أصابع مزيّنة، ومعاصمهم مغلفة بأقمشة راقية. فكّر في ذات نفسه: ذاك خاتم الأمير. التشويش يتطور لصوتٍ يصدّع الفرحة البريئة البسيطة، ويتسرب منها شهيقٌ مكتوم، صرخة مقطوعة، نغمة باكية ... حين رفع رأسه بعض الشيء استطاع أن يرى الأميرة، تقف وسط الحديقة القائمة لأجلها، تستريح عليها بعض الفراشات، وتكاد تظن أن الأوراق الخضراء تخرج من فمها، والزهور الصغيرة تتصاعد من عينيها نحو رأسها فتفترض أنّ إكليلاً سينمو تاجاً ... لولا أنه شكّ أن يكون صدرها منشأ جنّتها.
ClosedTheater
لم يكن في وسعه أن يستدير، راقب ثمرة من الثمار تحمل عنقوداً معدنياً، يشبه تماماً زجاجات العطر القديمة حينما كانت تُملأ في أوعية معدنية. تنزل نزول الثعبان الحذر من الضجيج، تقرّبها من وجه الأميرة كأنها تطلب أن تأخذها، غير أنّها تتابع طريقها، ثمّ تفهم فجأة أنّها تبتغي تعليقها على غصن... غصنٌ مغروسٌ بين ضلوعها، راقدٌ في قلبها، حاظياً بالسيادة والسببية على الغصن المتين المجاور له أقرب للحافّة. وعلى الأصل، حيث القلب علّقت الثمرة الشيء العطري ... الرائحة لاذعة، فكّر كم مثالية تكون لتروي قصة الثمار السامّة الّتي قتلت أميرة ساذجة، أو للدّقة، هي من مهدت الطريق للرامي الحقيقي. من هو الرامي الحقيقي؟ تكلّم داخل عقله، رسالة موجزة: سمعتك بوضوح، هل يمكنني الاستيقاظ الآن؟
•
Reply