كَيتيم صغيرٍ بالعمر ، يحتفظ بصورة والديه أسفل الوسادة .. صورةً قديمة بيضاء و سوداء ، تكاد ملامحهما بها لآ تظهر .. و رغم صعوبة وضوحهما بتلك الصورة ، إلا أنهُ إستطاع إكمال ملامحهما الممحيه بخياله البريء .. كَإحتفاظ ذلك اليتيم المفعم بالحنين و الحاجة و النقص عند النظر لتلك الصورة ، كَإحتفاظهِ بها ، صورةً لآ روح فيها .. أحتفظ بِك ..
كأنه طير يقاوم السقوط يعاركُ عصف الرياح، دون إيجاد أي مأوى ينتمي إليه، تتلاقفه النسمات كأن الهواء لا يمتنع عنه، كأنه هو الآخر لا يرغب به، يحطُ على الأرض، ويجثي مُسلماً نفسه للموت الأخير، إنه سعيد للغاية فهذا آخر إنقباضٍ لروحه..
لستَ مجبراً على المكوث معي في السوء الذي أمرُ به ، كما أنني لستُ مجبراً على الإصغاء لك دوماً، إنني أحاول التصالح مع ذاتي، فإن كنت لا تقدرُ ذلك فما هو النهجّ الذي تتبعه ليجعلك تثق بأنني مجبرٌ على تقديرك في كل حين!
فضلتُكَ على نفسي في الحين الذي كنتَ به لا تلتفت إلا لنفسكّ، إستعليتَ عليَّ في الوقت الذي كنت اتلاشى به كل ما يحيط بي، وفعلتُ كل ما بوسعي لأرى نورَ إبتسامتك، لكنك لم تحاول مطلقاً أن تحاول لأجلي..
صدقني، أن هناك اوقات ينبغي علينا التعامل معها بتصنعٍ، بكذب، بكلماتٍ مهجنة، حتماً يتوجب علينا فعل ذلك، لنتجاوز أمراً معيناً، لتخطي ذاك السوء الذي يتغذى على قلوبنا، كأن أقف شامخاً امامك وأخبرك أنني بخيرٌ للغاية، أنني بأفضل أحوالي ، وانا في الحقيقة تعيس يُرثى الحالُ لي..