angel2025story
بعد اذن الكاتبة ممكن متابعة ❤️
العمارة ❤️❤️⭐️⭐️
كل شقة ... حكاية
خلف كل باب . .. عالم
الدور الثالث - (شقة 8)
في نفس الدور، وعلى بعد أمتار قليلة من ضحكات عائلة علي وفاتن، كان الصمت هو سيد الموقف في الشقة المقابلة.
كانت حياة تجلس وحيدة أمام شاشة التلفزيون المضيئة. الألوان الزاهية للمسلسل الكوميدي كانت تنعكس على وجهها، لكن عينيها كانتا فارغتين. أمامها على الطاولة، طبق طعام لم تمسّ منه سوى قضمة أو اثنتين.
كانت تأكل بشرود، لا تشعر بطعم، فقط تؤدي فعلاً روتينياً. فمصطفى يتأخر دائماً.فجأة، تلاشت أصوات الممثلين، واختفت الألوان. وجدت نفسها تعود بالذاكرة إلى الوراء، إلى تلك الجلسة العائلية التي حفرت في ذاكرتها كوشم مؤلم.فلاش باككانت تجلس في صالة منزلهم، تقدم الشاي لوالدها مدحت وعمها فؤاد. كانا يتحدثان في أمور العمل، ثم ساد صمت قصير.
"حياة،" قال والدها فجأة، دون أن يرفع عينيه عن فنجان الشاي.
"عمك فؤاد خطبك لمصطفى، وأنا وافقت."لم تكن جملة، بل كانت حكماً قضائياً.
لم يسألها عن رأيها، لم يمهد للأمر. كانت مجرد معلومة، قرار تم اتخاذه، وحياتها تم رسمها بالكامل في تلك اللحظة.
العودة إلى الحاضرأفاقت حياة من شرودها على صوت ضحكة عالية قادمة من التلفزيون. نظرت إلى الشاشة، ثم إلى شقتها الجديدة، الأنيقة، والباردة. الشقة التي اختارها مصطفى بعيداً عن العائلة، ليس من أجلها، بل ليهرب هو من تحكماتهم.
الشقة التي أصبحت سجناً لوحدتها.تنهدت بعمق، وأطفأت التلفزيون. لم تعد تحتمل رؤية السعادة، حتى لو كانت مصطنعة.نظرت إلى الطبق أمامها، ثم دفعته بعيداً. لقد فقدت شهيتها.في هذا السجن الأنيق، كانت هي "الزوجة"... مع إيقاف التنفيذ..
https://www.wattpad.com/story/401974970?utm_source=android&utm_medium=link&utm_content=share_writing&wp_page=create&wp_uname=angel2025story