إستثناء ❤
لم يكن مجرد شعور بالفقد ... بل شعور أكبر و أعمق لم يدركه يوماً ... لم يجد له مسمى مهما فكر في ماهيته .
و لكن ما كان مرعبا بحق هو ذاك الفراغ الذي ظل يستشري بداخله حتى هدد بالتهام روحه لولا بقية من قوة .
حاول أن يتكيف مع غيابها بمرور الوقت... مكتفياً ببقاياها في كل شيء ... الأمر الذي سبب له عذابا حقيقيا و هو يرى شبحها يطارده في كل شبر في منزله و كل ركن يحمل صورة حية لذكرى منها ... و هو غير قادر على لمسها .
يكاد يجزم أن كل ما لمسته أناملها ذات يوم يفيض بعطرها الخاص ... لهذا أقسم الا يسمح لأي كان بتدنيس ذلك ... محتفظاً بكل ذرة في موضعها دون تغيير .
فلم يقدر على تحريك قشة واحدة من مكانها في غرفتهما ... حتى ذرات الغبار.. كما لو كان يخشى أن يفقد أثرها الأخير ... ذاك الرباط الذي يشده إليها .
تأمل ردائها المنزلي الملقى على الفراش ... إنه أخر رداء لامس جسدها قبل أن تفارق الحياة .
و الرسالة التي تركتها له على زجاج المرآة... كتبتها بأحمر الشفاه الخاص بها .. فهكذا اعتادت أن تشاغبه كلما استيقظت قبله... لتترك له كلمة أحبك مختومة بقبلة من شفتيها إلى جوارها .
في هذا الصباح لم يكن يعلم أن تلك هي رسالتها الأخيرة ... لم يكن يتخيل انها مع حلول المساء ستغادر عالمه تاركة له كلمة أحبك و شفاه مطبوعة إلى جوارها كذكرى.