-ها أنا أجلسُ وحيداً مُتكئاً على أريكه اللاوقت أراقبُ هذا العالم السخيف دون أي رده فعلٍ تُذكر...
ولا أريد أن أكتب نصاً جيداً لكي يقرأه أشخاص سُخفاء لايعرفون شيئاً عن المشاعر التي اسَتُنزفت خلايا عقلي..
ولا أريد إستعارة أي نص من أي أحد حتى من اللغة ذاتها...
أنا فقط أريد أن أقول;
أنا هنا...
رغم كل محاولات الفراغ لابتلاعي...
أتشبث برائحة الأمل الذي يشبه رائحة الملابس الجديدة عند طفل في السادسة
أنا هنا.....
أتشبثُ بضحكة رماها صبي في الثامنه في طريقي..
رحل هو و بَقيت الضحكة مُعلقة على الرصيف
تومئ لي كل صباح بأن أبتسم فأبتسم.
أنا كل شيء من اللاشيء، أقفُ فوق سكة قطارٍ لن يأتي، ووسطُ أغنية عالقة منذ الطفولة، أجلسُ فوق عشبِ اليأس، وآخذ استراحةٍ من الإنتظار في مقهى القلق وأحتسِ كوبًا من التفكير، أنا كُل هذا..ولا تجري الأحداث عندي كباقِ العالم، فلا نُزهة لديّ، ولا راحة، ولا أتجرّدُ لحظةٍ واحدة من الخوف، أنا أُم المنافقين، أتفاخرُ بعقلانيتي وأنا أسبحُ يوميًا في حطامِ مشاعري، رُغم كل هذا أضعُ قلبي تحت وسادتي وأنامُ كل يوم على أمل انقشاع كُل هذا ..
-رفيق
كيف لي أن أشرح لك بأني متعب من الطريق، والناس، والأحلام، وحذري، وترددي، وقلّة الحيلة، ومتعب أيضًا من الغد وهو لم يأتِ بعد، ومن أمس وهو منتهي، ومن الأيام، والوعود، والصبر، وطولة البال، ومن التعقل، والتأني، والغضب، من دون أن تشعر بأنني أبالغ؟
إنني بخير ،
و هذا أمر مُقلق نظراً لكل المباني التي تقع بداخلي
و الورود التي تتيبس في قلبي
و الطرق المتصحرة التي تؤدي إليّ
هذا أمر محزن كوني فقدت الشعور بالكوارث
و أصبحت كل الاشياء تحمل تأثير متساوٍ على عقلي
لا يكاد أن يكون لدغة بعوضة
إنني بخير
ككل المنازل القديمة الآيلة للسقوط ، لكنها لم تسقط بعد .
و هذا أمرٌ يصعب تصديقه ، لأن لعينيّ نظرة أشبه بمرآةٍ مكسورة
و لأن وجهي يحمل قصص كثيرة أمتنع عن تلاوتها فتهرب مني
إنني بخير
رغم رحيلهم فجأة ، و تجاوزهم لي كأنني عمود أنارة يقف في جانب الطريق
إنني بخير ،
طالما أنني أهرُّب مني .