FaridaMouhamadou0
وها هي أيام العشر قد هلَّت ببركاتها، ونفحاتها، وفضائلها، وغنائمها، وفيوضاتها،
فما أكرمها وأجلِّها من أيام قال عنها صلى الله عليه وسلم: «أفضل أيام الدنيا أيام العشر» (رواه البزار، وابن حبان، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع).
فهلمَّ عباد الله لنستأنف التوبة، ولنُجدِّد الأوبة، ولنستحث الهِمم للتعبُّد لله، والتذلُّل له، وإفراده بأنواع النُّسك والشعائر،
لا سيما ونحن في أزمانِ فتن، وأوقاتِ مِحن، ومُقدِّمات بلايا ونوازل مُزلزِلة تلوح في الأُفق، ونسأل الله العافية من شرها.
ووالله ما نُصِرت الأمة في قديمٍ أو حديثٍ إلا بطاعة ربها وإقامة دينه، ولا نزل العون والمدد إلا باللجوء إليه سبحانه، ولا استُدفِع البلاء إلا بكثرة التضرُّع إليه،
فمن فاته عشر رمضان الأواخر ولم يحصل فيها ما قصد وعزم ، أو أراد المزيد من أبواب الحسنات والطاعات ، فأمامه عشر ذي الحجة الأوائل بكل ما فيها من فضائل ورحمات ، ومنن ونفحات ، واجتماع لأنواع العبادات العظيمة . فما أكرمها وأجلها من أيام.