killualiqaalove
Link to CommentCode of ConductWattpad Safety Portal
يا سَلفادورتي*مُنْقِذتي *
يا ابنةَ الفجرِ، يا أنشودةَ الرؤى المتمايلةِ في كؤوسِ النعاس،
تَمرّينَ بي كما تمرّ السكينةُ على قلبٍ ذابَ من الأسى،
عينُكِ — لا بل بحرٌ تسبحُ فيهِ خطاياي،
وشَعرُكِ سُرادقُ ليلٍ يُخفي ما تشاءينَ من الأسرار.
كنتُ أراكِ تمشينَ في المدينةِ كأنّكِ وعدٌ من الغيم،
تُضلّينَ الوردَ عن رائحته، وتُبهتينَ الشمسَ عن كبريائها.
يقولونَ إنّ فيكِ جنونَ الرهبان،
وأنا أقولُ: فيكِ سلامُ الأنبياء إذا ضحكوا سرًّا.
ما ظننتُ أن الهوى يُصيبُني بعدَ حروبٍ لا تُحصى،
لكنّكِ كنتِ سلاحي الأخير،
طلقةُ الحُسنِ التي لم أُرِد أن أنجو منها،
يا غيمةَ الجنوب، يا نبيذةَ الغياب، يا صلاتي الأخيرة.
يا أنثى الحنين، يا رائحةَ المطر حين يشيخُ المساء
كم مرةً ناديتُكِ باسمٍ لم تعرفهِ الشفاه،
كأنّكِ وُلدتِ من حُلمٍ ضاع في صلاةِ عاشقٍ لم يُكمل الركعة.
تمشينَ في ذاكرتي بخُطا النسيم،
كأنّكِ تُخدرينَ الوقتَ بابتسامةٍ من سُكرٍ وألم،
تُغوينَ النهارَ حتى يَميلَ نحو الظلّ،
وتُسكِتينَ قلبي بلمحةٍ فيها سُلطانُ العطرِ والغياب.
كنتِ لقلبي مدينةً لا تُفتح أبوابُها،
أهيمُ على أسوارها كعابدٍ يطلبُ وجهَ معبودٍ في الضباب،
وأُصلّي لكِ — لا طمعًا في قُربٍ، بل توبةً من الخلود فيكِ.
يا سَلفادورتي،
ما كنتِ امرأةً، بل سؤالًا لا يجيبُه الزمان،
طيفًا يُقيمُ في صدري كلما ظننتُ أنّي نسيت،
وصوتًا يأتيني مع الريح كأنه اعتذارُ الغيم للتراب.
أحببتُكِ... لا كما يُحبُّ الناس،
بل كما يُحبُّ الخطرُ من يمشي عليه،
وكما يُحبُّ الليلُ من يسرقُ منه الضوءُ دون أن يشعر.
إن عدتِ، فعودي كالمطر على أرضٍ أنهكها العطش،
وإن غبتِ، فاتركي لي طيفَكِ لأُصلّي عليه،
فقد صرتِ في حياتي كآيةٍ بلا تفسير،
وكغيمةٍ لا تنزلُ المطر، بل الحنين.
اكتملت:)