Fatima_Asker

إليك...
          	
          	مرحبًا يا عُمقي المكتظ بأطيافٍ مهجورة،
          	
          	لقد وصلتُ إليك بأعجوبة، وأثناء في المضي إليك تسائلت كيف جائوا أحباب الروح -ذات يوم- إلى مكان سحيق مثلك؟ لكنهم قد رحلوا،  بعدما سكنوا روحي يومًا، وأشعلوا دفء وجودهم فيها وما زالت بقايا دفئهم تتصارع مع هذا الصقيع الذي خلّفوه وراءهم.
          	
          	ثم، رجفةٌ اجتاحتني فجأة.
          	 لا بد أن شبحًا من الذكرى مرَّ بي، كما لو أن بقايا الماضي لا تزال تتنفس بين جدرانك الرطبة.
          	
          	كلما توغلتُ فيكِ، شعرتُ أن أطرافي تتحجر، كأن صقيعكِ يتسلل إليّ، يلتف حولي في صمتٍ خانق. 
          	كان عليّ أن أعود أدراجي، أن أهرب قبل أن أتحول إلى ظلٍّ باردٍ آخر يضاف إلى هذا المكان، لكن شيئًا ما خفيّ كان يشدّني لتوغل بك.
          	
          	ذات يوم، كانت الذكريات شعلةً تتقد بلا انطفاء، تُبدد شيئًا من لياليك الباردة، لكنك –كما كنت دومًا– تشتاق إلى أصلك المظلم.
          	
          	والآن، أخبرني يا عُمقي، كيف يتوهج ليلٌ مرة أُخرى بعدما هجرتهُ نجماتهُ إلى مجرّة أخرى؟
          	
          	كنتُ سأنتظر ردّك طويلًا، لولا أنني لمحته... ذلك النور الصغير المُنسل بين الجدران المتآكلة. للحظة، شعرتُ بالندم لأنني لم أرتدِ ما يحفظني من البرد، لكن ما لبث أن تبدد الندم مع تبدد الظلام، حين أقتربتُ من مصدر الضوء.
          	
          	كان هناك، تحت زاويةٍ بالكاد تراها العين، نقشٌ يحمل اسم الدين. يا إلهي... كيف بقي القبس الروحانية متوهجًا رغم وطأة غيهب الخطايا وزمهرير الهوى؟
          	
          	اقتربتُ منه، أصابعي الباردة تلامس أطرافه المتآكلة، وشعرتُ بدفءٍ غريبٍ يسري في روحي قبل جسدي. وكأن شيئًا من النور اخترقني، كأن جمرةً خامدة اشتعلت من جديد. شعرتُ بالشغف لأعود إليّ... عن طريق ربي.
          	
          	والآن، أكتبُ إليكِ هذه الرسالة، لأنني أؤمن أن دفءَ المشاعر يسكن الحروف أيضًا.
          	
          	محبتك،
          	أنا،
          	@criticsteam

Fatima_Asker

إليك...
          
          مرحبًا يا عُمقي المكتظ بأطيافٍ مهجورة،
          
          لقد وصلتُ إليك بأعجوبة، وأثناء في المضي إليك تسائلت كيف جائوا أحباب الروح -ذات يوم- إلى مكان سحيق مثلك؟ لكنهم قد رحلوا،  بعدما سكنوا روحي يومًا، وأشعلوا دفء وجودهم فيها وما زالت بقايا دفئهم تتصارع مع هذا الصقيع الذي خلّفوه وراءهم.
          
          ثم، رجفةٌ اجتاحتني فجأة.
           لا بد أن شبحًا من الذكرى مرَّ بي، كما لو أن بقايا الماضي لا تزال تتنفس بين جدرانك الرطبة.
          
          كلما توغلتُ فيكِ، شعرتُ أن أطرافي تتحجر، كأن صقيعكِ يتسلل إليّ، يلتف حولي في صمتٍ خانق. 
          كان عليّ أن أعود أدراجي، أن أهرب قبل أن أتحول إلى ظلٍّ باردٍ آخر يضاف إلى هذا المكان، لكن شيئًا ما خفيّ كان يشدّني لتوغل بك.
          
          ذات يوم، كانت الذكريات شعلةً تتقد بلا انطفاء، تُبدد شيئًا من لياليك الباردة، لكنك –كما كنت دومًا– تشتاق إلى أصلك المظلم.
          
          والآن، أخبرني يا عُمقي، كيف يتوهج ليلٌ مرة أُخرى بعدما هجرتهُ نجماتهُ إلى مجرّة أخرى؟
          
          كنتُ سأنتظر ردّك طويلًا، لولا أنني لمحته... ذلك النور الصغير المُنسل بين الجدران المتآكلة. للحظة، شعرتُ بالندم لأنني لم أرتدِ ما يحفظني من البرد، لكن ما لبث أن تبدد الندم مع تبدد الظلام، حين أقتربتُ من مصدر الضوء.
          
          كان هناك، تحت زاويةٍ بالكاد تراها العين، نقشٌ يحمل اسم الدين. يا إلهي... كيف بقي القبس الروحانية متوهجًا رغم وطأة غيهب الخطايا وزمهرير الهوى؟
          
          اقتربتُ منه، أصابعي الباردة تلامس أطرافه المتآكلة، وشعرتُ بدفءٍ غريبٍ يسري في روحي قبل جسدي. وكأن شيئًا من النور اخترقني، كأن جمرةً خامدة اشتعلت من جديد. شعرتُ بالشغف لأعود إليّ... عن طريق ربي.
          
          والآن، أكتبُ إليكِ هذه الرسالة، لأنني أؤمن أن دفءَ المشاعر يسكن الحروف أيضًا.
          
          محبتك،
          أنا،
          @criticsteam