"إن كان من أحببتهُ قَد أبغضَك
ورأيتهُ يهوى يريدُ توجُّعَك
فاخلع مودَّتهُ وكُن متجلِّدًا
هذا يفيدك ليس غيرهُ ينفعك
وازجر فؤادكَ عن ودادٍ زائفٍ
ولا تتَّبع أحدًا أتاكَ ليُتعبك
وأعلم بأنه من يريدكَ قربهُ
لا ليس يرضى أن تهطل أدمعَك"
سَكَنَ الحُزنُ في روحي بلا ميعادِ
وأضحى الليلُ عنواني وإرشادي
أُناجي الصَّمتَ، لا قلبٌ يُجيبُ معي
ولا أنفاسُ خلٍّ في فَضاكِ بَعادِ
تركتَني بينَ أشواقي ممزَّقةً
أهيمُ وحدي على الأطلالِ والوادِي
أحنُّ حتّى إلى جرحٍ يكلِّمُني
فقد غدوتُ غريبًا بينَ أوتادي
يا مَن رحلتَ، أما تسمعْ أنينَ دمي؟
أما ترى الشَّوقَ يطوي مهجتي الحادي؟
وحدي... كأنّي سفينٌ تائهٌ غَرِقٌ
يُلقيهُ موجُ الأسى في حضنِ أمجادِ
لكنَّ قلبي وإن طالَ الأسى صَمدٌ
كالنَّجمِ يبقى يُضيءُ الليلَ في السَّوادِ
"في داخلها توازنٌ دقيق بين حِدة العقل ودفءِ القلب. تنظر إلى العالم بعين المبرمِج، تفتش عن منطقٍ في كل فوضى، وتؤمن أن لكل تعقيد مفتاح، ولكل خَطأ تصحيح. لكنها، في ذات الوقت، تُدرك أن بعض الأشياء لا تُفهم إلا بالقلب، ولا تُوزن إلا بالعاطفة. ليست صاخبة، لكن صمتها يحكي، وهدوؤها يحمل من المعاني ما يعجز عنه الكلام. تحتفظ بحنانها بعيدًا عن الأضواء، لا تُهديه لأي عابر، بل تمنحه لمن يلمس جوهرها بصدق. تمشي على خُطى حلمٍ قديم، لا تُجاهر به، لكنه يسكن ملامحها ويُنبت الضوء في نظرتها. تُؤمن أن الحنان لا يُضعف الهيبة، بل يُجمّلها، وأن القوة الحقيقية تُولد في لحظة ضعفٍ صادق. ولهذا كانت، وستظل، هي... النسخة التي كانت تبحث عنها في الكتب، وفي الشفرات، وفي العيون."