في الحقيقةِ، لقد مرَّ وقتٌ طويلٌ جدًا منذُ آخر مرةٍ قمْتُ فيهَا بزيَارةِ هذا التطبيق. عندمَا فتحتُه شعرتُ بنغزةٍ في قلبي!
نغزَةُ حنينِ الذكريَاتِ.
لقد كان الأمرُ أشبَه بزيارةٍ بعدَ سنينٍ لمكَانٍ عِشتَ فيه من قبل صانعًا ذكرياتٍ لا تُنسى وبدأت الذكريَاتُ تتدفّق تدريجيًّا على عقلكَ وأنتَ تسيرُ بينَ حارَاتِ وشوارعِ ذلكَ المكان غير آبهٍ لجميلِهَا وقبيحِهَا، ومعَ كُل تغيُّرٍ تشهَدهُ تزدَاد تِلكَ النغزات لعُمقِ الحنين.
لازلتُ أذكرُ أوَّلَ مرةٍ حمَّلتُ فيها هذا التطبِيق وكيف أنني حمَّلتُه لغَرضٍ واحدٍ مؤقّت ولم أكُن أوَلّيهِ اهتمامًا كبيرًا، ثم أصبحَ فجأةً جزءًا كبيرًا من يومي، ومَع النضجِ ومرور الشهور والسنوَاتِ، تغيّرَت اهتماماتي تاركةً خلفي الكثيرَ من الذكريَات.
لقد نفضتُ اليومَ الغبَارَ عن هذَا التطبيق وبدَأتُ أتصفَّحهُ كدفتَرِ يوميَّاتٍ قديمٍ تتذكرُ حدثًا أو أحدَاثًا مرَّ عليهَا الزَّمنُ مع كُلَِّّ صفحةٍ تقلِبُها وكم معقَّدٌ هذا الشُّعور الذِي يُخَالجُك أثناء قيامِك بهذا.
الكثيرُ من الروَاياتِ المفضَّلةِ حُذفَت وكثيرٌ من الكاتباتِ اعتزلْنَ ومنهُم من اختفين وعلى الرَّغم من فضولي وتعلُّقي لبعضِ الرواياتِ هنا، إلَّا أنني قررتُ أنَّهُ آنَ الأوان لإزالةِ هذا التطبيق من قوائمِ التطبيقَاتِ وحذفه من عَلى هذَا الهاتِف نهائيَّا.
لقد كانَ لديَّ حلم في يومٍ من الأيَّام هنا، وهوَ أن أكونَ كاتبةً تُقرأ كتابَاتُها بشغف، وعلى الرَّغمِ من سعيي وراءهُ لفترَةٍ إلَّا أنني أدرَكتُ أنَّهُ من الأفضَلِ أن أنتظِرَ حتَّى تتحسَّنَ كِتابتِي. مرَّت السنواتُ بسرعَةٍ وعلى الرَّغمِ من عدَم سعيي وراءهُ مجدَّدًا وتوقفي عن كتَاباتِي للرواياتِ إلَّا أنَّ شغفِي وحُبِّي للكتابَةِ مازَال موجودًا.
ومن يدرِي، يمكِنُ في يومٍ من الأيَّامِ أن أطمحَ لتحقيقِ هذا الحُلم مجدَّدًا وأعودُ هنَا لتحقيقِه، أو أعودُ هُنا وأنا بالفعلِ قد حققتُه.. أو ربمَا لَا أعُود.