GoldenMrmr
«إلى أَين؟» نسائِمٌ عليلةٌ تلفحُ الوجوه، مُحملةٌ برائحةِ البحرِ العَتيقة، الجوُّ صحوٌّ، إذّ قَامت شَمسُ السابِع مِن أيلولٍ لتَعمل بمَا تَبرَعّ. الأشعّةُ الدافِئةُ تُلامس الرُّوح، إلّا أنّها لم تُلامس قَلبي. كيف تَفعل ولم يبزغُ لي فَجرٌ؟ «أهذه محاولةُ تركٍ أُخرى؟» على الرُغّمِ من أنّ ملامحَ الطَريقِ واضحةٌ، العَربةُ رماديّةُ اللّونِ -والتّي جاءتْ خِصيصًا لأخذِ مَن أُحب- مركونةٌ فوقَ هضبةٍ مِن رمالِ الشاطئِ المُميّز، تَقفُ أمامِي أُمي، وهِي تُساعدُ شقيقتيّ للهروبِ مِنّي، تَقولُ لي «وداعًا، كُوني بخيرٍ.» بنبرةٍ جافّة وابتسامةٍ صفراء. لمْ تنظُرّ إليّ، لمْ تتأكّد مِن حقيقةِ أنّ لا أحدَ بجواري، هِي لمْ ترغَب برؤيةِ المَاضي الذي حاكتّهُ كنزةً رديئةً، مُلقيةً إيّاها خلفَ ظهرِها. «لا بَأس، سأكونُ بخيرٍ.» طعمٌ مريرٌ أبَى إلّا المكوثّ، وحُبيباتِ الرّملِ الحادّة طَعَنتْ عينيّ، هَطلتْ دمعةٌ، فأُخرى تُجاري حرارةَ الشّمس فوقَ مجْراها المُعتاد، تسارَعتْ أنّفاسي بسُرعةِ طيرانِ العَربة إلى مُستقبلٍ تُشرِقُ فيه الشّمس، بينما مَكثتُ أنا، كنزةٌ باليةٌ لمْ يرغبِ الفجرُ بِلمّسها. «مشاركةٌ في مسابقة أحيِ الذكرى لفريق النقد.»