HK_800
ذِآکرهّ،
HK_800
أعلم أنني مررت بتجربة سيئة تجربة لم تكن عابرة كما يظن الآخرون، بل حفرت في داخلي أخاديد لا تراها العيون. كنت أظن أن الزمن كفيل بمحو آثارها، وأن الأيام ستمسح ما تبقى منها كما تمحو الرياح آثار الخطى على الرمل، لكني كنت مخطئاً .. فالتجربة لم تتركني، بل اتخذت من روحي وطناً ومن قلبي قبراً لطمأنيني. لقد سئمت...سئمت من كل هذا العبء الذي لا يرى من وجعي الذي يتكرر كل يوم بثوب جديد. أراه في أحلامي حين يغزو نومي بهدوء قاتل، وأعيشه في واقعي كظل لا يفارقني. في كل مكان أذهب إليه أجدها هناك. تتربص بي في زوايا الذاكرة، تبتسم بسخرية حين أحاول النسيان، وتهمس لي أنني لن أهرب منها ما حييت. لقد تحول الحلم إلى كابوس دائم، والواقع إلى مسرحالإعادة المشهد ذاته ألف مرة. أتظاهر بالقوة أمام الناس أضحك وأتحدث وكأن شيئاً لم يكن لكن داخلي منهك....داخلي ينهار بصمت كل يوم، وأنا أراقب نفسي تتفتت دون أن أستطيع إنقاذها. كم أتمنى لو أستيقظ يوماً ولا أشعر بثقل تلك الذكرى التي علمتني معنى الانكسار كم أتمنى أن أتذكر من كنت قبل أن أتعثر بتلك التجربة التي سلبتني طمأنينتي إلى لكن يبدو أن بعض التجارب لا تنتهي، بل تعيش فينا تتغذى من وجعنا، وتعيدنا في كل لحظة إلى نقطة البداية... حيث السقوط الأول، والخذلان الأول، والوجع الذي لم يرحل يوماً.إنني متعب.. متعب من تكرار الألم، من صدى الذكرى. من نفسي التي لم تعد كما كانت كأن الحياة توقفت عند تلك اللحظة، وتركتني هناك، أعيذ المشهد ذاته حتى باتت الأيام جميعها تشبه بعضها رمادية صامتة، ومثقلة بالوجع الذي لا يزول.
•
Reply