أكتب عن وجعٍ ليس لي، عن أمٍ تبكي ولدها، وعن قلبٍ ينزف بصمتٍ خلف الأبواب المغلقة. أكتب عن غيري، لأن الكتابة عني موجعة، لأنني حين أحاول أن ألمس جرحي بالكلمات، يخونني الحرف، وتخذلني اللغة.
أصف وجع الآخرين وكأنني أحاول التخفيف عن نفسي، وكأنني أُخفي صرختي في سطورٍ تتكلم بلسان غيري. أكتب عن أمٍّ كتمت حزنها، عن عيونٍ جفّ دمعها ولم تجف نارها، عن امرأةٍ اختزلت الحياة في صورة، في رائحة، في ذكرى لا تغيب.
كلما وصفتُ وجعها، تسلل وجعي من بين السطور، لكنه يبقى بلا اسم، بلا صوت.
هل الكتابة مهرب؟ أم خيانة للمشاعر التي لم تُقل؟
أنا الكاتب الذي يداوي غيره بالقلم، ويترك نفسه تنزف بصمت.
أكتبُ عن الحزن، لأنني لا أقدر أن أكتبه عن نفسي.
أكتب، لأنني لا أستطيع أن أصرخ.
أكتب، لأن قلبي مُقيد، ولكن حبر قلمي حرّ.
أكتب عن وجعٍ ليس لي، عن أمٍ تبكي ولدها، وعن قلبٍ ينزف بصمتٍ خلف الأبواب المغلقة. أكتب عن غيري، لأن الكتابة عني موجعة، لأنني حين أحاول أن ألمس جرحي بالكلمات، يخونني الحرف، وتخذلني اللغة.
أصف وجع الآخرين وكأنني أحاول التخفيف عن نفسي، وكأنني أُخفي صرختي في سطورٍ تتكلم بلسان غيري. أكتب عن أمٍّ كتمت حزنها، عن عيونٍ جفّ دمعها ولم تجف نارها، عن امرأةٍ اختزلت الحياة في صورة، في رائحة، في ذكرى لا تغيب.
كلما وصفتُ وجعها، تسلل وجعي من بين السطور، لكنه يبقى بلا اسم، بلا صوت.
هل الكتابة مهرب؟ أم خيانة للمشاعر التي لم تُقل؟
أنا الكاتب الذي يداوي غيره بالقلم، ويترك نفسه تنزف بصمت.
أكتبُ عن الحزن، لأنني لا أقدر أن أكتبه عن نفسي.
أكتب، لأنني لا أستطيع أن أصرخ.
أكتب، لأن قلبي مُقيد، ولكن حبر قلمي حرّ.
الذكريات بعد تساقط الثلوج في منتصف الليل، تبقى مختبئة لوقتٍ طويل.
كأنها تخشى دفءَ النهار، أو تخاف أن تذوب مع أول خيط شمس.
تسكن الزوايا الباردة من القلب، وتنعكس على نوافذ الروح المكسوّة بالصمت.
لا تُرى، لكنها تُحسّ...
رائحتها كعطر قديم في معطفٍ منسيّ، وصوتها يشبه ارتجاف الريح خلف الأبواب المغلقة.
هي لا ترحل، لكنها تنتظر.
وحين يحلّ الشتاء القادم،
تخرج من مخبئها بهدوء،
تتسلل إلى القلب كما تسلّل الثلج ذات ليلة،
لتذكّرنا أننا لم ننسَ شيئًا، بل فقط خبّأناه جيدًا.
.
.
.
في عتمةٍ دامسة، وتحت قطرات المطر المنهمرة برفقٍ فوق الأرض، جلس ذلك الشاب بانكسارٍ وخذلان، ينتظر بأسًا قد يواسيه. رفع بصره نحو السماء، يُخبرها أن تمضي في بكائها، فدموعه قد اختلطت بدموعها، ثم عاد بنظره إلى الأرض، يناجيها أن تحتضن دمعه في تربتها، لعلها تُنبت شجرةً من الأمل لغيره، وإن لم تكن له.
...
"ما أجملَ الغيومَ في أعين البشر، حين تعانق السماء كأنها رسائل بيضاء يخطّها الحنين، وتُنشَر برِقّةٍ فوق الأرض، كأنها وعدٌ من السماء بالجمال، أو بشارةُ أملٍ معلّقة بين الأرض والغياب."
"ما أشدَّ قُبحَ البشر في أعين الغيوم، حين تجتمع لتُسقِط حُزنها المنهمر، وتبوح بدموعٍ مثقلة بالخذلان والانكسار، بينما نحن نراها مشهدًا جميلاً، نرقص تحتها، ونلهو، ونمرح، غير عابئين بما تحمله من وجعٍ صامت."