فى سكون الليل بين الخضره الواسعه وتحت ضوء القمر الهادئ وهذا الهدوء الذى يعم المكان كان على النقيض تماما تلك النيران المستعره بقلب "وهدان" بتلك المناقشه الحاده بينه وبين والده الذى يقف امامه بطوله المهيب يصرخ بغضب بعدما سمع تلك التراهات الذى يتفوه بها امامه:
_عاوز تتجوز بنت الرقاصه؟!!..بقا انا ابنى على اخر الزمن عاوز يحنى ضهرى ويقصر راسى فى البلد!!
بغضب مماثل كان يدافع عنها بضراوه رافضا تلك الفكره التى تؤرق مضجعه وبحروف ملتهبه كان يهتف :
_متقولش بنت الرقاصه..اسمها "ليله"!
ولم يكد ينهى حديثه حتى عاجله ابيه بغضب جم هاتفا بصوت مرتفع:
_لا بنت الرقاصه..بنت الرقاصه اللى ضحكت على راجل بشنب زيك ولفت زى الحيه حوالين رقبته!
بنظرات غاضمه ووجه واجم كان يحدق ابيه الذى لم يروقه ابدا مظهره ليتهكم هاتفا:
_دا انت حتى مش عارف بنت مين..عاوزنى اجوزك لواحده مش عارف جايه من انهو راجل!؟
زفر بلهيب محترق غير قادر على سماع تلك الكلمات التى تخترق قلبه قبل اذنه كالسهم المشتعل..غامت عيناه برفض وسؤال واحد يضرب بزوايا عقله..ماذا فعل حتى يبتلى بذلك الحب..؟!
حدقه بَكرى والده بغضب بينما يرى ولده الذى يحمل من صفاته الكثير..الوحيد الذى يملك عقل واعى من بين رجاله الثلاث من يرمى على عاتقه المسؤليات لكونه الاذكى والادهى بذلك المظهر الضعيف ومن اجل حب واهى..صراخ وغضب وتمرد كلما تحدث فى ذلك الامر وكل ذلك من اجل تلك الفتاه اللعينه..لا..لن يترك ولده الاوسط هكذا ابدا يجب التخلص منها سريعا ولكن اولا!!
يجب ان يأخذه بين زراعيه بعدما شعر بتململه من بين يديه بينما تلك الافعى تسحبه لها بدهاء ومكر!..من وجهه نظره..
زفر محاولا جعل صوته منخفض بعض الشئ وهو يقترب منه يجلس على مقعده الخاص هاتفا بهدوء:
_ابوك ليه اسمه فى البلد..وانت عاوزنى اجوزك لواحده امها رقاصه!؟
اغمض عيناه بغضب من ذلك اللقلب الذى لا ينفك يذكره به بينما همس بهدوء مماثل:
_انا هتجوزها هى مش امها!
_وانا هحط ايدى فى ايد امها!..مش فى ايدها هى!
اجبره على الصمت بينما يصل معه فى كل مره الى حائط سد ولو مهما حدث وان انطبقت السماء على الارض لن يتركها رغم انف الجميع!!..حتى والده!
https://www.wattpad.com/story/324286528?